الكورة والملاعب
شوقى حامد
الملايين‭ ‬والمنتخب
أطلقت‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬المصرية‭ ‬العاشقة‭ ‬للساحرة‭ ‬المستديرة‭ ‬العنان‭ ‬لأفكارها‭ ‬وأحلامها‭ ‬وراحت‭ ‬تتصور‭ ‬لاعبيها‭ ‬وهم‭ ‬يعبرون‭ ‬محطاتم‭ ‬الصعبة‭ ‬ويتجاوزون‭ ‬منحنياتهم‭ ‬الحادة‭ ‬فى‭ ‬ملاعب‭ ‬واستادات‭ ‬روسيا‭.. ‬الطموح‭ ‬تنامى‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‭ ‬والأمل‭ ‬تزايد‭ ‬بمستويات‭ ‬متباينة‭.. ‬صحيح‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬تلك‭ ‬الطموحات‭ ‬وهذه‭ ‬الآمال‭ ‬الذرورة‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬اللعينة‭ ‬التى‭ ‬لحقت‭ ‬بنجم‭ ‬العرب‭ ‬المحبوب‭ ‬والموهوب‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭.. ‬غير‭ ‬ان‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬رعاية‭ ‬السماء‭ ‬وعناية‭ ‬الاله‭ ‬والتى‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نغشاه‭ ‬فتقلل‭ ‬فترة‭ ‬الاستشفاء‭ ‬وتقلص‭ ‬فرص‭ ‬النقاهة‭ ‬وتقرب‭ ‬موعد‭ ‬العودة‭ ‬ليلحق‭ ‬بزملائه‭ ‬ويؤدى‭ ‬دوره‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬قيادتهم‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الملعب‭ ‬لم‭ ‬تفتر‭.. ‬ورب‭ ‬ضارة‭ ‬نافعة‭ ‬فلطالما‭ ‬رددت‭ ‬الجماهير‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬وطالبت‭ ‬كوبر‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬للمنتخب‭ ‬بوضعه‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أكثر‭ ‬المتشائمين‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬باله‭ ‬غياب‭ ‬صلاح‭.. ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬تلفت‭ ‬نظر‭ ‬كوبر‭ ‬للاحتمال‭ ‬الأخف‭ ‬وهو‭ ‬مراقبته‭ ‬بشدة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬خطورته‭.. ‬أما‭ ‬وقد‭ ‬وقع‭ ‬المحظور‭ ‬بدا‭ ‬للجميع‭ ‬احتمالات‭ ‬غياب‭ ‬صلاح‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬المباريات‭ ‬وهى‭ ‬التى‭ ‬ستجمعنا‭ ‬ما‭ ‬ارجواى‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬جعل‭ ‬الجهاز‭ ‬الفنى‭ ‬بأكمله‭ ‬يستنفر‭ ‬طاقاته‭ ‬ويشحذ‭ ‬هممه‭ ‬لتوفير‭ ‬البديل‭ ‬الأقرب‭ ‬والأجهز‭ ‬لتعويض‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬ولو‭ ‬بنسبة‭ ‬معقولة‭.. ‬وبتنا‭ ‬نسمع‭ ‬من‭ ‬كوبر‭ ‬انه‭ ‬مستعد‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬شيكابالا‭ ‬وغيره‭ ‬سيكون‭ ‬متفهما‭ ‬تماما‭ ‬وهاضما‭ ‬لكل‭ ‬واجبات‭ ‬صلاح‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬غيابه‭.. ‬كما‭ ‬سمعنا‭ ‬أيضا‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬يطور‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬طريقته‭ ‬ويعدل‭ ‬من‭ ‬أسلوبه‭ ‬لتعويض‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬ولعلى‭ ‬هنا‭ ‬أدرك‭ ‬تماما‭ ‬ان‭ ‬آخر‭ ‬اللقاءات‭ ‬الودية‭ ‬والتى‭ ‬سنواجه‭ ‬فيها‭ ‬المنتخب‭ ‬البلجيكى‭ ‬ستكون‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لوضع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الاحتمالات‭ ‬وتلك‭ ‬التصورات‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ‭ ‬فنحن‭ ‬لن‭ ‬نطالب‭ ‬ولن‭ ‬نثقل‭ ‬على‭ ‬لاعبينا‭ ‬وندفعهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬نتيجة‭ ‬معينة‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬نحن‭ ‬معهم‭ ‬وخلفهم‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬النهاية‭ ‬الودية‭.. ‬لأن‭ ‬الغاية‭ ‬الأسمى‭ ‬لدينا‭ ‬هى‭ ‬المواجهات‭ ‬الرسمية‭.. ‬لدينا‭ ‬أمل‭ ‬ورجاء‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬لاعبونا‭ ‬من‭ ‬رسم‭ ‬بسمة‭ ‬عريضة‭ ‬على‭ ‬شفاه‭ ‬الجماهير‭ ‬المتعطشة‭ ‬للابتسام‭ ‬المتورطة‭ ‬فى‭ ‬الأحلام‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تفتأ‭ ‬تدعوا‭ ‬لهم‭ ‬وترجوا‭ ‬معهم‭ ‬ان‭ ‬يبلغوا‭ ‬الدور‭ ‬الثانى‭ ‬ويتخطو‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬ان‭ ‬اجتمعت‭ ‬تلك‭ ‬الملايين‭ ‬وبهذا‭ ‬التعداد‭ ‬المهول‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬رياضى‭ ‬كما‭ ‬هى‭ ‬الآن‭.. ‬ليس‭ ‬لاحدنا‭ ‬حديث‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬الخطوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬والقرارات‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬وتصدر‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬واللاعبين‭.. ‬تحول‭ ‬الصانع‭ ‬فى‭ ‬مصنعه‭ ‬والتاجر‭ ‬فى‭ ‬متجره‭ ‬والزارع‭ ‬فى‭ ‬مزرعته‭ ‬إلى‭ ‬ناقد‭ ‬ومعلق‭ ‬ومدرب‭ ‬الكل‭ ‬اصبح‭ ‬يتفهم‭ ‬الأمور‭ ‬الفنية‭ ‬ويتحدث‭ ‬فى‭ ‬المجالات‭ ‬الخططية‭ ‬ويتكلم‭ ‬عن‭ ‬المستويات‭ ‬المهارية‭ ‬الكل‭ ‬أصبح‭ ‬يحسبها‭ ‬بالنقطة‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تعادلنا‭ ‬فى‭ ‬الافتتاحية‭ ‬وفزنا‭ ‬فى‭ ‬الآخريين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تعادلنا‭ ‬فى‭ ‬مباراتين‭ ‬وفزنا‭ ‬فى‭ ‬الثالثة‭.. ‬الجميع‭ ‬يشغل‭ ‬ذهنه‭ ‬ويقدم‭ ‬فكرة‭ ‬فى‭ ‬التشكيل‭ ‬الرئيسى‭ ‬من‭ ‬الحارس‭ ‬الاساسى‭.. ‬أيكون‭ ‬العجوز‭ ‬الخبير‭ ‬الحضرى‭ ‬أم‭ ‬يكون‭ ‬الثابت‭ ‬الشناوى‭ ‬ومن‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬عناصر‭ ‬الدفاع‭ ‬والوسط‭ ‬وهل‭ ‬سيلعب‭ ‬كوبر‭ ‬بمروان‭ ‬محسن‭ ‬كمهاجم‭ ‬وحيد‭ ‬أم‭ ‬سيدفع‭ ‬بكهربا‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬لتعويض‭ ‬غياب‭ ‬صلاح‭ ‬ودعم‭ ‬شيكابالا‭ ‬فى‭ ‬مراوغته‭ ‬للمنافسين‭ ‬وهل‭ ‬وهل‭ ‬وهل‭ ‬‮»‬الهلات‮«‬‭ ‬تعددت‭ ‬وتمعشرت‭.. ‬وان‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬سيمنحنا‭ ‬التوفيق‭ ‬ويهبنا‭ ‬السداد‭ ‬بأكثر‭ ‬مما‭ ‬تخيلنا‭ ‬وسيشملنا‭ ‬برعايته‭ ‬وبعنايته‭.. ‬قولوا‭ ‬آمين‭.‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف