أطلقت الملايين من الجماهير المصرية العاشقة للساحرة المستديرة العنان لأفكارها وأحلامها وراحت تتصور لاعبيها وهم يعبرون محطاتم الصعبة ويتجاوزون منحنياتهم الحادة فى ملاعب واستادات روسيا.. الطموح تنامى بدرجات متفاوتة والأمل تزايد بمستويات متباينة.. صحيح لم تبلغ تلك الطموحات وهذه الآمال الذرورة بعد الإصابة اللعينة التى لحقت بنجم العرب المحبوب والموهوب محمد صلاح.. غير ان الثقة فى رعاية السماء وعناية الاله والتى من الممكن أن نغشاه فتقلل فترة الاستشفاء وتقلص فرص النقاهة وتقرب موعد العودة ليلحق بزملائه ويؤدى دوره الرئيسى فى قيادتهم من داخل الملعب لم تفتر.. ورب ضارة نافعة فلطالما رددت الجماهير هذا الاحتمال وطالبت كوبر المدير الفنى للمنتخب بوضعه فى الاعتبار لم يكن أكثر المتشائمين يخطر على باله غياب صلاح.. وإنما كان الناس تلفت نظر كوبر للاحتمال الأخف وهو مراقبته بشدة للحد من خطورته.. أما وقد وقع المحظور بدا للجميع احتمالات غياب صلاح على الأقل عن أهم المباريات وهى التى ستجمعنا ما ارجواى فإن هذا جعل الجهاز الفنى بأكمله يستنفر طاقاته ويشحذ هممه لتوفير البديل الأقرب والأجهز لتعويض هذا الغياب ولو بنسبة معقولة.. وبتنا نسمع من كوبر انه مستعد بل وعلى ثقة بأن شيكابالا وغيره سيكون متفهما تماما وهاضما لكل واجبات صلاح فى حالة غيابه.. كما سمعنا أيضا بأنه قد يطور قليلا من طريقته ويعدل من أسلوبه لتعويض هذا الغياب ولعلى هنا أدرك تماما ان آخر اللقاءات الودية والتى سنواجه فيها المنتخب البلجيكى ستكون فرصة سانحة لوضع كل هذه الاحتمالات وتلك التصورات موضع التنفيذ فنحن لن نطالب ولن نثقل على لاعبينا وندفعهم لتحقيق نتيجة معينة بل على العكس نحن معهم وخلفهم مهما كانت النهاية الودية.. لأن الغاية الأسمى لدينا هى المواجهات الرسمية.. لدينا أمل ورجاء فى أن يتمكن لاعبونا من رسم بسمة عريضة على شفاه الجماهير المتعطشة للابتسام المتورطة فى الأحلام التى لا تفتأ تدعوا لهم وترجوا معهم ان يبلغوا الدور الثانى ويتخطو دور المجموعات ولم يحدث ان اجتمعت تلك الملايين وبهذا التعداد المهول على هدف رياضى كما هى الآن.. ليس لاحدنا حديث إلا عن الخطوات والإجراءات والقرارات التى تحدث وتصدر مع المنتخب واللاعبين.. تحول الصانع فى مصنعه والتاجر فى متجره والزارع فى مزرعته إلى ناقد ومعلق ومدرب الكل اصبح يتفهم الأمور الفنية ويتحدث فى المجالات الخططية ويتكلم عن المستويات المهارية الكل أصبح يحسبها بالنقطة فيما لو تعادلنا فى الافتتاحية وفزنا فى الآخريين أو حتى تعادلنا فى مباراتين وفزنا فى الثالثة.. الجميع يشغل ذهنه ويقدم فكرة فى التشكيل الرئيسى من الحارس الاساسى.. أيكون العجوز الخبير الحضرى أم يكون الثابت الشناوى ومن يا ترى عناصر الدفاع والوسط وهل سيلعب كوبر بمروان محسن كمهاجم وحيد أم سيدفع بكهربا فى البداية لتعويض غياب صلاح ودعم شيكابالا فى مراوغته للمنافسين وهل وهل وهل »الهلات« تعددت وتمعشرت.. وان شاء الله سيمنحنا التوفيق ويهبنا السداد بأكثر مما تخيلنا وسيشملنا برعايته وبعنايته.. قولوا آمين.