الأخبار
داليا جمال
أما قبل .. الكنيسة ليست دار عبادة !
إذا كانت المساجد بالنسبة للمسلمين هي بيوت الله التي تقام فيها الصلوات والخطب الدينية .
فإن الكنيسة عند المسيحيين في مصر لها معني آخر لا يمكن اختصاره في كونها مجرد دار للعبادة والصلاة فقط !
الكنيسة للمسيحي في مصر هي ارتباط روحي..وصلة دم .. ووطن ودين وحياة، المسيحي المصري يرتبط طوال حياته بكنيسة واحدة بكل ما ومن فيها من أروقة وأماكن وبشر.. ويصبح واحدا من شعبها . يلتقي فيها بأقاربه وجيرانه وأصدقائه، يستمد من مبانيها الضخمة يلتمس فيها شعوره بالأمان والطمأنينة، وخلف أسوارها العالية يلتمس لنفسه أمانا من الخوف .. وسعادة للقلب بلقاء أخوته وأحبته، وغذاء لروحه وهداية لنفسه بلقاء رجال الدين فيها .
في الكنيسة يتواصل مع خالقه وينقي روحه ويعترف بخطاياه ويتطهر من ذنوبه ويتقرب من الله .
نعم ..كنيسة المسيحي المصري هي وطن مغروس في قلبه وروحه..وكيان مرتبط بوجوده ..وأي مساس بها هو هدم لكل قيم ومعاني الحياة والطمأنينة والأمان في نفسه .
فإذا أدركنا جميعا هذه القيمة الغالية التي تمثلها الكنيسة لقلوب ونفوس المسيحيين في مصر لفهمنا لماذا علينا أن نقف جميعا مواطنين ومسئولين .. ومسلمين قبل المسيحيين فداء لها بصدورنا وأرواحنا، لنصرة إخواننا في الوطن والإنسانية وجبرا لخاطرهم.
كلماتي هذه ليست للمسيحي ..فهو يعلمها جيدا ولكنها لكل مسلم لا يدرك فداحة مصاب إخواننا المسيحيين.. ولكل من لم يستوعب أن التفجيرات الأخيرة في قلب الكنائس كانت رصاصة غدر وألم في سويداء قلب كل مسيحي علي أرض مصر .
ولمن لم يدركوا بعد أن مصر لن تهنأ ولن ترتاح إلا إذا كان صليبها مستقرا ومحميا في قلب هلالها .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف