المساء
فتحى حبيب
توحيد الجهود للقضاء علي الإرهاب
الحرب علي الإرهاب ليست بالسهولة والبساطة التي يتصورها البعض.. فالتكفيريون وأصحاب المعتقدات الفاسدة تربوا علي فكر فاسد وضال عبر سنوات طويلة صور لهم الدمار والخراب وقتل الأبرياء جهاداً.. ومن هنا فإن مسئولية القضاء عليه لا تقع علي عاتق الجيش والشرطة فقط.. فالأمن يبذل -ومازال- جهوداً خارقة للقضاء علي الإرهاب والإرهابيين واقتلاع جذورهم.. وقدمت القوات المسلحة والداخلية مئات الشهداء والمصابين فداء للوطن الغالي.. والسؤال: أين دور باقي مؤسسات المجتمع؟!.. لقد حان الوقت لتوحيد الجهود بإخلاص وتجرد وحب للوطن لمكافحة ظاهرة الإرهاب اللعينة والقضاء عليها تماماً.. آن الأوان لعودة دور الأزهر بعد اختطافه في السنوات الـ 30 الماضية لصالح أصحاب الفكر المتطرف والفاسد مع الوثوق تماماً في علمائه ووقف الهجوم عليهم وطرح القضايا الخلافية جانباً الآن حتي من بعض علماء الأزهر ومساندة فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر في جهود مكافحة الفكر المتطرف التي تجري علي قدم وساق في مسارات متعددة من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية.. حيث يفند كل الآراء الضالة والشاذة للتنظيمات الإرهابية وينشر الردود العلمية علي الإنترنت ومن خلال نشاط ملموس علي مواقع "السوشيال ميديا" وعبر التواصل المباشر للعلماء بالتجمعات الشبابية والنزول بين الناس.. مع ضرورة عمل المؤسسات المختصة. خاصة الأوقاف تحت لواء الأزهر حامي الوسطية والفكر الصحيح المعتدل.
إن مصر تمر بمرحلة فارقة في تاريخها يستوجب الإخلاص في العمل ونكران الذات سيراً علي خطي الجيش والشرطة.
إن الإرهاب لا دين له ولا وطن.. ومنفذو العمليات الإرهابية إخوان الشياطين فقدوا صوابهم وعقولهم.. ولو كانوا يعقلون ما ارتكبوا هذه الجرائم التي ترفضها كل الشرائع السماوية.. لقد قتلوا الأبرياء وهم يؤدون الصلوات في كنائسهم.. فإلي أي دين ينتمون؟!.. إنهم بلا دين وعقاب السماء ينتظرهم ومعهم الذين خططوا لهم ومولوهم.
الإرهابيون والتكفيريون فقدوا صوابهم بعد ضربات قوات الجيش والشرطة الناجحة في سيناء وسيطرتها الكاملة علي جبل الحلال.. فأصابهم مس من الشيطان والجنون بعد أن ضاقت عليهم وعلي جرائمهم أرض سيناء الطاهرة التي كلم فيها سيدنا موسي ربه من فوق جبل الطور المقدس.. فسارع من نجا منهم إلي خارج سيناء الغالية وتلقوا تعليمات من أمرائهم في قطر بارتكاب تفجيرات في الكنائس ظناً منهم أن ذلك سوف يؤلب الاخوة الأقباط ويؤدي إلي انقسام الشعب.. ولكن خاب ظنهم وسعيهم وتخطيطهم.. فزادت المحنة والألم الأحباب أبناء الوطن قوة وصلابة وتماسكاً ووحدة في مواجهة الإرهابيين.. وخرجت مواكب الشهداء مسلمين ومسيحيين يحوطها الملايين منددين بالإرهاب اللعين ومؤكدين مساندتهم لجهود الدولة في الحرب علي الخونة وداعمين بقوة مسيرة بناء الوطن التي يقودها الرئيس السيسي باقتدار.
مصر محفوظة بأمر الله ولن ينال منها الخونة والإرهابيون وستظل في رباط إلي يوم الدين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف