الصباح
أحمد جلال
صائد الجواسيس وراء انقلاب 4 أبريل فى الزمالك
>>الذراع اليمنى يتدخل فى كل التفاصيل..وفتنة كهربا فجرت الشرارة
>>الشرط الجزائى أجبر الإدارة على تنفيذ طلبات ماكليش
وسط كل التكهنات التى روجت إلى أن اتهامات التجسس تقف وراء الإطاحة بإسماعيل يوسف مدير الكرة فى نادى الزمالك، وأن نقل الرجل لكل كبيرة وصغيرة، إلى رئيس نادى الزمالك، باعتباره الرجل المخلص، والذى لم يتعرض طوال تعامله مع كبير القلعة البيضاء، إلى واحدة من طلقاته الصوتية الشهيرة أخرى خفية، من كواليس مطبخ صنع القرار فى ميت عقبة، أدت إلى إقالة إسماعيل يوسف، وتعيين عبدالحليم العضو رقم 4 فى الجهاز، مديراً للكرة، فى مفاجأة مذهلة، عقب خسارة الزمالك من الإسماعيلى فى 4 أبريل الجارى، وهى الهزيمة التى أبعدت الزمالك عن قطار القمة، بفارق 9 نقاط كاملة عن النادى الأهلى
فرانك نوتال..هذا الاسم، هو المحرك الحقيقى لكل الأحداث التى عصفت بالجهاز الفنى المعاون لنادى الزمالك، وأطاحت بإسماعيل يوسف، وهددت استمرار محمد صلاح المدرب العام، وأثارت الزوابع مع أيمن طاهر مدرب حراس المرمى، بل وتدخلت فى أدق التفاصيل، بدءاً من مواعيد الطعام ونوعيته، مرورا بمواعيد التدريب، وطبيعة الحمل البدنى، وانتهاء بالتشكيل الأساسي.
ومنذ مجيء الرجل للقاهرة، قبل أسبوعين، من أجل تولى منصب مدرب الأحمال، تغيرت علاقة ماكليش بباقى الجهاز المعاون، وتغلفت طريقة كلامه ببرود إنجليزى غير مفهوم، رغم أن البداية لم تكن توحى بذلك على الإطلاق، بعد أن تعانق ماكليش وإسماعيل يوسف فى أول لقاء، عندما تذكرا مواجهة مصر وأسكتلندا، فى الودية التاريخية التى سبقت مباراة منتخبي البلدين، قبل نهائيات كأس العالم، وانتهت بفوز مصر 3/1، وأحرز إسماعيل يوسف هدفاً تاريخياً، بعد أن راوغ ماكليش نفسه !!
شعر فرانك نوتال أن إسماعيل يوسف هو الرجل الأقوى فى الجهاز، فبدأ معه الصدام، وعندما حاول مدير الكرة فرملته، كانت شرارة الحرب، واستغل نوتال الهزيمة من الإسماعيلى ليهمس فى أذنه بأن مدير الكرة، يعمل فقط لمصلحة رئيس النادى، وليس لمصلحة الفريق!!.. ونجحت خطة صائد الجواسيس فى نسف العلاقة الحميمة بين المدير الفنى، ومدير الكرة، وتمسك ماكليش فى اجتماعه مع رئيس الزمالك بإقالة إسماعيل يوسف، كخطوة أولى من المتوقع أن تتبعها خطوة أخرى بالإطاحة بمحمد صلاح المدرب العام، أو على الأقل تهميش دوره، حتى لا يصبح «عين» رئيس النادى ضد الجهاز الفنى.

واستغل فرانك نوتال الخطأ الفادح، الذى تسبب فيه الجهاز الإدارى، بعدم تحذير الجهاز الفنى من إشراك محمود عبدالمنعم «كهربا» مهاجم الفريق فى مباراة شباب الضبعة رغم حصوله على إنذارين، فكان الإنذار الثالث الذى حرمه من المشاركة أمام الإسماعيلى، وأجبر ماكليش على إشراك محمد إبراهيم البعيد عن مستواه، بحكم عدم مشاركته فى المباريات بشكل منتظم، منذ أن عاد للزمالك بداية الموسم الحالى، ليفقد الزمالك نصف قوته الضاربة، بسبب غياب كهربا الموقوف، ومصطفى فتحى المصاب، مما لعب دوراً كبيراً فى الهزيمة الخامسة للزمالك هذا الموسم.
وخلال اجتماع عاصف بين رئيس الزمالك وماكليش..حاول الأول إقناع المدير الفنى بضرورة استمرار إسماعيل يوسف، وبعد أن سرد ماكليش واقعة الخطأ الإدارى الفادح، طرح رئيس النادى فكرة التضحية بمحمد صلاح، وإعادته لقطاع الناشئين، مع تعيين إسماعيل يوسف مدرباً عاماً، لكن ماكليش أصر على الرفض، مما أجبر رئيس النادى على الرضوخ لرغبة المدير الفنى، لأن الصدام كان يعنى مباشرة، فسخ التعاقد، والذى ينص على أن ماكليش هو المسؤول الأول، عن الأمور الفنية، ولا يجوز تدخل أى طرف آخر فى اختصاصاته، إضافة إلى أن ماكليش هو المدير الفنى الرابع للزمالك هذا الموسم، بعد رحيل فيريرا ثم باكيتا، وأحمد حسام ميدو.. وفوق كل هذه الاعتبارات، فإن ماكليش حصن نفسه بشرط جزائى موجع، يصل إلى راتب 3 أشهر، حال فسخ التعاقد، ما يقرب من 180 ألف دولار، وهو رقم يصعب على مجلس الزمالك تحمله، فى ظل ظروف مادية صعبة، وارتفاع سعر الدولار، إلى أكثر من 10 جنيهات، بخلاف راتب فرانك نوتال نفسه!!
مجلس الزمالك اضطر للاستسلام، بعد أن شعر بالخطأ الفادح الذى ارتكبه بداية الموسم بالإطاحة بفيريرا المدير الفنى الأسطورى، الذى نجح فى الجمع بين الدورى والكأس لأول مرة منذ 26 عاماً، وحقق أول فوز «حقيقي» على النادى الأهلى الغريم التقليدى، فى نهائى كأس مصر، وهو أمر لم يحدث منذ آخر فوز بين الفريقين فى موسم 2006/ 2007، الذى أراح فيه مانويل جوزيه 11 لاعباً، وسافر بدوره إلى البرتغال للاستجمام، بعد أن ضمن الفوز بالدورى العام
وفى المقابل.. لم يكن قائد الزمالك شيكابالا، فى حالة نفسية وبدنية، تسمح له بلم الشمل، وهو نفسه يعانى من أزمة نفسية عميقة، جعلته غير قادر على احتواء اللاعبين، وصورته فى صورة المنكسر منذ رحيل ميدو، بينما كان رحيل إبراهيم صلاح على سبيل الإعارة إلى سموحة، سببًا فى عدم وجود البديل القادر على شغر هذه المساحة، فى ظل قلة خبرة حازم إمام، وغيابه عن المباريات.
رحيل إسماعيل يوسف لمنصب مدير قطاع الكرة فى نادى الزمالك، لن يكون أكثر من مجرد مسكن، لترضية «تيجانا» من ناحية، وانتظاراً لنهاية الموسم، لفك الارتباط مع ماكليش، الذى باتت أيامه معدودة فى القعلة البيضاء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف