الوفد
كريم كمال
الحرب علي مصر
لاشك ان الحرب علي مصر ومحاولة الهيمنة عليها ليست وليدة اليوم بسبب موقع مصر الجغرافي والاستراتيجي بين قارتي آسيا وافريقيا ودورها البارز والمحوري في المنطقة العربية والشرق الأوسط حيث مثلت مصر العصب الأساسي في التصدي للاحتلال الإسرائيلي منذ اللحظة الاولي له وقدمت كل غالي ونفيس من اجل تحرير الأرض الفلسطينية عبر التاريخ وخاضت مصر أيضا العديد من الحروب للدفاع عن المنطقة العربية والقارة الافريقية .
وفي العقود الأخيرة ظهر مصطلح الشرق الأوسط الجديد الهادف الي زيادة الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة عن طريق بث الفتن والصراعات العرقية والطائفية في المنطقة العربية وقد نجح المخطط بمهارة في العديد من الدول العربية حيث كانت نقطة البداية في العراق بعد احتلال دولة الكويت بدعم غربي غير معلن لتوريط العراق في حرب لم تنتهي اثارها حتي اليوم من تدمير لدولة من اهم الدول العربية حيث تم تدمير حضارتها عن طريق بث النعرات العرقية والطائفية بين شعبها في محاولة لتقسيمها الي عدد من الدويلات الصغيرة .
ثم كانت المحطة الثانية في المخطط ثورات الربيع العربي الذي انقلب الي خريف مظلم في العديد من الدول بدءا تونس ثم مصر واليمن وليبيا وسوريا حيث وقد ساهم في قيام الثورات بقاء حكام هذه الدول لعقود طويلة في الحكم وسيطرة الحزب الواحد علي مقاليد السلطة ولاشك ان هذه الظواهر كانت سبب مباشر في المساعدة علي تنفيذ المخطط المدمر للمنطقة العربية وقد نجاح المخطط في العراق وليبيا واليمن وسوريا ولكن فشل في مصر بعدما اكتشف الشعب ان جماعة الاخوان الإرهابية تمثل اليد المنفذة للمخطط ليس في مصر فقط ولكن في كل الدول التي قامت بها الثورات .
ولكن بعد قام ثورة 30 يونيو وفشل المخطط في مصر أصيبت القوي المعادية لمصر بصدمة كبيرة دفعتها الي التفكير في مخططات بديلة سياسية واقتصادية هدفها اخضاع مصر للهيمنة والسيطرة وبث روح الهزيمة بين افراد الشعب الذي قام بالثورة علي جماعة الاخوان الإرهابية وذلك عن طريق ضرب الاقتصاد المصري من خلال تكثيف العمليات الإرهابية في سيناء وغيرها من المناطق وبالتالي توقف اهم مصادر دعم الاقتصاد وهو السياحة ومحاولة التضيق علي مصر اقتصاديا .
وقد قاد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تولي الحكم كل المعارك بمهارة علي المستوي المحلي والعربي والدولي من خلال زيارات مكوكية الي العديد من العواصم العربية والاسيوية والأوربية كان الهدف منها الوصول الي الراي العام في هذه الدول بشكل مباشر وشرح الحقائق بجانب جذب الاستثمارات الي مصر وليس المساعدات وهو هدف يقلق العديد من القوي المعادية لمصر حيث يمثل اعتماد مصر علي مواردها الداخلية وعلي جذب الاستثمارات ضربة قاسمة لمخطط السيطرة علي مصر واخضعها للإملاءات الخارجية .
ويجب ان نعلم ان مصر تقود حربا شرسة علي جميع الأصعدة من اجل العبور الي مستقبل امن يكون فيه القرار المصري مستقل لا يخضع لأي شروط او قوة خارجية ونجاح ذلك يتطلب عدة عوامل يجب القيام بها لمساعدة الرئيس في كسب المعركة أهمها تكاتف الجميع من جيش وشرطة وأحزاب وقوة سياسية وبرلمان ورجال اعمال واعلام وغيرهم من الفئات المختلفة كل واحد في موقعة كما يجب ان تقوم الدبلوماسية المصرية بدور اكبر مما تقوم به الان عن طريق مخاطبة الحكومات والأحزاب والراي العام في الدول المختلفة وخصوصا الدول المؤثرة من الناحية السياسية والاقتصادية لشرح الحقائق بالأدلة والبراهين ويجب التركيز علي مخاطبة الراي العام العالمي من خلال وسائل الاعلام المختلفة لان الراي العام في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية ذات تأثير كبير علي قرارات الحكومات .
وعلي المستوي الداخلي يجب علي مجلس الشعب القيام بواجباته نحو تشريع القوانين التي تمش بشكل مباشر المواطن المصري وتعود علية بالنفع بشكل سريع حتي لا يفقد الشعب ثقته في البرلمان والدولة وهو نفس الامر المطلوب من الحكومة التي اتسم أدائها في الفترة الأخيرة بالبطيء بجانب عدم الرضا الشعب علي أداء بعض الوزراء وعلاج هذه الأمور سريعا يزيد ثقة المواطن في مؤسسات الدولة وهو امر مطلوب جدا في المرحلة الحالية .
أخيرا ... الرئيس السيسي يعمل وفق خطة مدروسة علي تحقيق استقلال القرار المصري وبناء الاقتصاد علي أسس قوية قائمة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي بجانب العمل علي حماية مصر من المؤامرات والمخططات التي تستهدف مصر لذلك يجب علي الحكومة والبرلمان العمل بنفس وتيرة الرئيس لتحقيق الانتصار في المعركة المصيرية التي يقودها الرئيس من اجل حماية مصر .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف