آخر ساعة
مأمون غريب
مجرد خواطر .. سر في حياة مي
قرأت كثيرا عن الأديبة اللبنانية مي زيادة، تلك الأديبة التي جاءت مع والدها إلياس زيادة للعمل في الصحافة، فتفوقت في مجال الكتابة والأدب والخطابة، وكانت تجيد الإنجليزية والفرنسية، وتركت بصمات لا تنسي في حياتنا الثقافية عندما أقامت صالونا أدبيا في بيتها، كان يحضره كبار أدباء ومفكري عصرها، وكلهم أشادوا بها ككاتبة ومثقفة.
ولكن لفت نظري ما كتبه حافظ محمود في كتابه (عمالقة الصحافة) عن سر قدومها مع والدها إلي مصر.. إنه يقول:
لقد جاءت «مي» إلي القاهرة من لبنان مع أبيها وهي علي أعتاب الصبا والشباب كانت مجرد تلميذة أدب جاء أبوها إلي مصر ليشتغل بالصحافة.
لكن هناك سرا لم يتعرض له كل الذين كتبوا الكتب والمقالات عن «مي» وهو أن رحلة أبيها كانت تخفي سببا صحفيا يتصل بابنته «مي» وهذا السر يتلخص في أن شابا من شباب بلدتها قد أخلف وعده لها بالزواج، ويبدو أنها كانت تحبه حب الطفولة التي لا تحتمل مثل هذه الصدمة، فجاء بها أبوها إلي مصر ليباعد بينها وبين جو هذه النكسة كله، وتشجيعها علي أن تمارس في القاهرة كل هواياتها الأدبية وهو لا يدري أنها حين اندفعت في أعماق حياتها الأدبية كانت تنطوي في هذه الأعماق علي العقدة النفسية التي كانت تجعلها كلما اقتربت من الرجال تبتعد بأعماقها عنهم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف