الأهرام
أحمد عبد التواب
كلمة عابرة - مرسى المطيع لأمريك
نجح الإخوان فى تغييب هذه الواقعة الفاضحة لهم من ذاكرة الكثيرين، والتى كشفت أبعادَها الأحداثُ التى تلت الإطاحة بحكمهم، وهاهى نتائجها على أوضح ما يكون هذه الأيام، عن أنهم كانوا ينفذون لأمريكا وإسرائيل فى سوريا ما كانتا تفضلان ألا تقومان به بأيديهما. وإليك الواقعة التى كانت مدوية فى 15 يونيو 2013، أى قبل أسبوعين فقط من نجاح الشعب المصرى فى التحرر من مخططهم وإنقاذ مصر من المأزق الذى كانوا يدفعونها إليه دفعاً، عندما أعلن ممثلهم فى القصر الرئاسى الدكتور مرسي، فى استاد القاهرة أمام الآلاف من إخوانه وحلفائهم من الجماعات الإرهابية، ما لقنَّه له قادته وكلفوه بإعلانه كموقف رسمى لمصر، بقطع جميع العلاقات مع سوريا وإغلاق سفارتها فى القاهرة، وأكدَّ أنه لا مجال ولا مكان للنظام السورى الحاكم فى المستقبل، واتهمه باقتراف جرائم ضد الإنسانية، وطالب مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوى فوق سوريا، كما شنَّ هجوماً ضارياً ضد حزب الله المتحالف مع الرئيس السوري، وقال إنه ليس له مكان فى سوريا..إلخ! وكانت الصدمة الكبرى أن يعتلى المنصة فى حضرته بعض شيوخ الإرهاب ليعلنوا الدعوة للجهاد فى سوريا، وكان صمته أكبر دليل على تأييده وتشجيعه لدعوتهم، كما قطع مستشاره أى شك بإعلانه أن مصر لن تلاحق من يذهب للجهاد فى سوريا!! وكما تري، فهى جميعاً بنود صارت معروفة كعناصر أساسية فى خطة أمريكا فى المنطقة، وخاصة، فى الجزء المتعلِّق بسوريا.

هذه تفاصيل مهمة للتذكرة بالدور التاريخى للجيش المصرى الذى استجاب لاستجارة الشعب فى الإطاحة بحكم الإخوان، فكان أن أفلتت مصر من مصير بائس يتجلى الآن على الأرض فى سوريا، بل لقد أضاف الجيش انجازاً أكبر بوضع أولوية متقدمة للقضاء على بؤر الإرهابيين فى مصر خاصة فى سيناء، وهم الأساس الذى كانت تعتمد عليه الدعوة إلى الجهاد فى سوريا على الطريقة الإخوانية الأمريكية، بِنِيّة إعادتهم إلى مصر أقوى مما كانوا عليه! وهكذا، وبعد النجاة من الانزلاق فى أتون حرب لا قرار لها، بتبعاتها المخيفة، ها هى العملية الشاملة تصحح الأمر من منابعه، بالقضاء على المخربين فى أوكارهم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف