الأهرام
اشرف مفيد
إعلام «فردة الشراب»
منذ بضعة أيام وبينما كنت أقود سيارتى حاولت كسر ملل زحمة المرور بالاستماع إلى الراديو.

وليتنى ما فعلت ذلك فقد فوجئت ببرنامج «تافه» يتناول موضوعاً أكثر تفاهة حيث ظلت المذيعة على مدى أكثر من نصف ساعة «تلت وتعجن» فى موضوع يتعلق بفردة الشراب التى غالباً تكون ضائعة فى جميع البيوت، والمدهش أنها لم تكتفى «بالرغى» بل طلبت من المستمعين مشاركتها فى مناقشة هذا الموضوع الذى وصفته بالمهم والمثير وطرحت عليهم سؤالاً عن أهم المواقف التى تعرضوا لها حينما اكتشف الواحد منهم أن فردة الشراب الثانية ليست موجودة، ويصل الموضوع إلى الذروة حين تفاجئنا المذيعة باكتشافها العبقرى وتتساءل باستغراب: كيف تأكدنا من أن الفردة التى فى ايدينا هى الأولى لكى نبحث عن الثانية، فلماذا لا يكون العكس هو الصحيح فنبحث عن الأولى.

الغريب فى الأمر أن هذا البرنامج كان يذاع عبر محطة راديو مهمة جداً واسمها معروف «زى الطبل» والأغرب فى تقديرى يتمثل فى هذا التفاعل الكبير الذى حدث معها على الهواء مباشرة .

وهنا أتساءل: من الذى سمح بظهور مثل تلك التفاهات ومن الذى أعطى الحق لهذه المذيعة بأن تستخف بعقول المستمعين على هذا النحو.

أعرف أن الدولة كانت فى وقت سابق تلجأ إلى مثل هذا النوع من الإعلام التافه من أجل إلهاء الناس عن قضايا شائكة يمر بها المجتمع ولكن طالما نحن والحمد لله تخطينا هذه الأساليب الملتوية بمراحل فلماذا ما دمنا موجوداً حتى الآن هذا النوع من الإعلام وعبر وسائل إعلامية كبيرة.

اعتقد أنه فى ظل هذا الكم الهائل من المشروعات التى تتم على أرض مصر وفى ظل نظام يتعامل بشفافية وكل شىء يتم فى العلن، فإنه لا يجب أن تمر واقعة «مذيعة فردة الشراب» هكذا دون محاسبة، حتى لا تتسبب هذه التفاهات فى الإساءة للدولة وللنظام وللمجتمع بالكامل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف