الجمهورية
طارق الأدور
النحس والجن والأعمال.. من مبررات الخسارة!!
منذ بدء عملي في بلاط صاحبة الجلالة وأنا انتقد عنصراً هاماً كنا نعيشه في الرياضة وبخاصة حين نطل علي البطولات الدولية مثل الدورات الأولمبية وبطولات العالم ويحدث الإخفاق. كنت أري مبررات الإخفاق وشماعات الهزيمة جاهزة وواحدة تقريباً في كل الدول العربية مثل الظروف الجوية وقد تكون الحرارة الشديدة إذا كنا في فصل الصيف أو البرودة القارسة إذا كنا في الشتاء بجانب العناصر المعتادة مثل الرياح أو سوء أرضية الملعب والحكام وخلافه.
كنت أري الظروف تتغير والمبررات واحدة عبر التاريخ وكلها تحيد عن الحقائق الفنية وتبحث عن الشماعات لتعليق الهزيمة عليها. وكأن الفريق المنافس يلعب في التكييف في الحرارة الشديد ونحن نعاني قيظ الصيف. وكأننا نلعب في البرد الشديد في الوقت الذي يستمتع فيه المنافس باللعب في أجواء الدفاية.
كنت أتعجب من تبرير ضعف النتائج في مسابقات تتأثر بالريح في الهواء الطلق مثل الرماية وأنا أري كل اللاعبين يخوضون المباريات في ظروف واحدة تؤثر علي الجميع. ولكنها كما ذكرت المبررات الجاهزة حتي لا يدخل أحد في العناصر الفنية التي ستكشف الجميع.
اذكر أنني كنت نائباً لرئيس اتحاد القوس والسهم في مطلع القرن الحالي وكنت من المساهمين في ادخال اللعبة لمصر ورغم تأسيس الاتحاد في نهاية عام 1997 نجحنا في التأهل لدورة سيدني الأولمبية 2000 بلاعب واحد بعد تأسيس الاتحاد بعامين فقط ثم وصلنا بفريق كامل من 4 لاعبين ولاعبات في دورة اثينا 2004 ورغم أن النتائج تعتبر مبهرة لاتحاد وليد في هذا الوقت إلا أن وزارة الرياضة وقتها قررت حل كل الاتحادات التي لم تصل إلي المراكز الثمانية الأولي "وهو أمر كان مستحيلاً للعبة القوس والسهم حديثة العهد" وقررت وقتها عدم البحث عن مبررات وقد كانت موجودة واقنعت كل اعضاء مجلس الادارة بالرحيل.
المبررات التي كانت تتناول الأجواء وأرضية الملاعب والحكام تطورت مع الزمن لتدخل مبررات جديدة لم تكن موجودة في قاموس الرياضة مثل النحس والجن والعفاريت والأعمال وغيرها مما ساقه رئيس نادي الزمالك في السنوات الأخيرة من عناصر ليس لها علاقة بالرياضة وأراد أن يقنع بها جماهيره العريضة كمبررات لأي خسارة.
مازداني تعجباً أن هناك بعض المشجعين بدأوا مع الوقت في تصديق هذا الضلال وتصديق أن هذه هي المبررات الفعلية للخسائر والهزائم التي يتلقاها الفريق تباعاً. ونسوا أن الرياضة هي في المقام الأول موهبة وفن ووراء أي خسارة عناصر فنية. إما أن يقتنع بها المسئولون ويبدأوا خطوات العلاج. أو أن يقنعوا بأن الخسارة بسبب النحس والعفاريت والجن وخلافة فيستمر الانهيار كما حدث في الزمالك.
الزمالك في الموسم الماضي "2016 - 2017" خسر كل الألقاب في اللعبات الجماعية كرة القدم والسلة والطائرة واليد وكانت المبررات واحدة في كل اللعبات ولم يبحث أحد عن الحلول. فاستمر الانهيار في الموسم الحالي 2017 - 2018 وضاعت من الزمالك بطولة دوري كرة القدم والكأس الكونفيدرالية وضاعت بطولات السلة والكرة الطائرة التي لم تستطع حتي التأهل للعب افريقياً. والمبررات واحدة. والإصلاح غير موجود. النحس لازال موجوداً والعفاريت لا زالت حاضرة وممدوح عباس لازال مؤثراً بالأعمال التي قام بها ضد الزمالك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف