حصد فيلم شكل الماء ( ذَا شيب اوف ووتر) جوائز أوسكار هذا العام في دورته التسعين..أهم مسابقة فنية أكاديمية أمريكية للصور المتحركة ننتظرها كل سنة.. فقد حصل علي أربعة جوائز هي أفضل فيلم وإخراج وسيناريو (للمخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو) وأيضا أفضل موسيقي تصويرية وذلك بعد اجماع ١٣ ترشيحا من لجان التحكيم !!.. بكل تطلع وفضول وحماس ولهفة ذهبت إلي دار العرض لمشاهدة فيلم حتما عبقريا رائعا تسبقني مشاعري بالثناء والإعجاب.. فكانت الصدمة !!.. فالفيلم تسقط أمامه كل الاعراف والقيم والمبادئ فنحن نشاهد قصة حب مطلق غريب وغير مشروط من الخيال.. فالبطلة إليزا ( الممثلة سالي هوكينز ) عاملة النظافة البكماء التي تعمل في مركز للابحاث الامريكية تقع في غرام وحشا برمائيا !. ايوه والله وحش شكله مرعب !!.... يحتجز في المختبر لتشريحه وإجراء بعض التجارب عليه.. فتنجح في تهريبه بمساعدة طبيب المعمل الروسي وجارها وزميلتها وصديقتها في العمل (الممثلة اوكتافيا سبنسر).. وتنقذ إليزا الوحش قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة.. ثم تمارس معه علاقة حميمة في الماء !!.. كل ذلك يقع في سياق اجواء وديكورات وأضواء خافتة كئيبة تصيب المشاهد بمشاعر مختلطة بين الدهشة والاشمئزاز !!.. الفيلم يكرس للجنون وإسقاط العقل في خيال ماجن.. فلا تقبل رومانسيته وتحبها وتتعاطف معها.. ولا تصدق ما يجسده من شحنة جريئة وقحة في ثوب عمل درامي.. !..
اللافت للنظر ان الأفلام التي تحصد الجوائز وتحظي بإعجاب النقاد مؤخرا تحث علي استحسان الشذوذ الجنسي وهو ما ينبهنا لخطورة الفن في ترسيخ انهيار منظومة القيم والاخلاق !.. للاسف !