المساء
السيد العزاوى
حرب العاشر من رمضان أم كأس العالم؟!
الساحة الرياضية استحوذت علي قطاعات عريضة من مختلف الفئات والطوائف من أبناء شعبنا وتنوعت الاتجاهات خاصة أن الساحرة المستديرة كما كان يحلو للراحل محمد لطيف أن يطلق هذا الوصف علي كرة القدم وتنوعت في ذات الوقت الآراء ما بين مؤيد ومحب لهذا النادي.. بينما آخرون يخالفون ويبدون الإعجاب والتأييد لناد وفرق يرون أنهم الأجدر بالتشجيع.. وفي إطار هذا التناول بدأ الاهتمام باللاعبين وأخبارهم ومسيرتهم التي تصدرت وسائل الإعلام والصحف وامتلأت الفضائيات بالبرامج الرياضية وإجراء الحوارات مع اللاعبين والإداريين والفنيين.. وبمناسبة مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس العالم.. تناول الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ أحمد عبدالتواب في عموده الصحفي بجريدة الأهرام يوم 12 فبراير الحالي تحت عنوان "كلمة عابرة" قضية شغلت بال الكثيرين من المتابعين وتتمثل في خوض لاعبي المنتخب مباريات بطولة كأس العالم بعد صيام أيام شهر رمضان وتناول في تفصيل يوضح أنه لا يمكن أن يفرض الإفطار في الشهر علي اللاعبين الراغبين في المشاركة في هذه البطولة فتلك حرية اللاعب الشخصية كما يجب احترام فهمه لالتزاماته الدينية فهذه حرية اللاعب إذا كان يرفض الأخذ بالرخص التي يجيزها كثير من الفقهاء.
ثم أخذ الكاتب الكبير يشير إلي أنه لا يمكن أن يترتب علي إقرار اللاعب بهذا الحق أن يظن أن من حقه المشاركة في البطولة وهو صائم خاصة بعد أن أجمع المختصصون أن للصيام تأثيراً سلبياً علي الكفاءة البدنية والذهنية.. ثم انتهي إلي أن من أصر علي الصيام عليه أن يقبل ببساطة منعه من المشاركة في بطولة لا تحتمل التفريط في أي عنصر من عناصر التجهيز بالصيام أو بالتغيب عن التدريب أو مثل هذا.. وينتظر من اللاعبين إعلان موقفهم الآن حتي يتم استبعاد من يصرون علي الصيام وحتي يتمكن المسئولون عن الفريق من اختيار وإعداد غيرهم.. ثم انتهي إلي أنه لا يمكن في ظل صيام اللاعبين أن نتوقع نتائج إيجابية وفي ختام مقاله قال: إنه ربما يكون من الأشرف لمصر أن تعلن انسحابها من البطولة مادام أن النتائج صارت معروفة سلفاً. ومع احترامي وتقديري للكاتب الكبير وبعيداً عن المجادلات حول جواز الإفطار لهؤلاء اللاعبين وما أشار إليه المتخصصون فإنني أختلف معه جملة وتفصيلاً ولعل ما جري من أحداث ووقائع علي أرض الواقع خاصة أنها لعبت دوراً مهماً في حياة أمتنا العربية والإسلامية خاصة أن المخاطر كانت تهدد مصير وبقاء هذه الأمة ففي شهر رمضان خاض المسلمون الأوائل غزوة بدر ورغم أن الرخص تبيح للمجاهد في هذه الحالة الإفطار إلا أن المجاهدين أصروا علي خوض ميدان الجهاد في هذه المعركة الفاصلة وهم صيام ولم يحل هذا الصيام بينهم وبين المشاركة في الجهاد وقد حقق هؤلاء الصائمون النصر بفضل الله وبطولاتهم تملأ كتب السيرة والتراجم وقد أشار القرآن الكريم إلي بطولة وثبات هؤلاء الصائمين الذين خاضوا هذه المعركة الفاصلة بإصرار وعزيمة وصيام بعث في نفوسهم القوة والشجاعة يقول ربنا في سورة آل عمران "قد كان لكم أية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخري كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار" "13 آل عمران" إذن فالصيام زادهم قوة وإصراراً علي السعي والجهاد ولم يكن له أي تأثير سلبي علي كفاءة هؤلاء الرجال وهناك حروب أخري خاضها هؤلاء الرجال وهم صيام ولم يهنوا أو يضعفوا هذا في التاريخ الإسلامي قديماً كما أن الرسول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم قال "صوموا تصحوا".. وبهذا الإيمان وتلك العقيدة الراسخة في النفوس أكد المسلمون الصائمون مدي الآثار الإيجابية التي امتلكت وجدانهم فكان الصيام بمثابة القوة التي حققت لهم النصر بلا آثار سلبية بأي حال من الأحوال.
وفي التاريخ الحديث خاض أبناء مصر خير أجناد الأرض معركة الشرف في يوم العاشر من رمضان وفي إصرار وعزيمة لهؤلاء الأبطال خير أجناد الأرض تمكنوا من عبور القناة أكبر حاجز مائي وحطموا خط بارليف وبدءوا الساتر الترابي رغم ارتفاعه ورفعوا علم مصر علي أرض سيناء المباركة وسط انبهار من كل متابع لهذه المعركة وكل ذلك يعتبر أكبر حافز كي نشجع اللاعبين علي المشاركة في البطولة خلال الصيام ولا داعي لإثارة التساؤلات حول مشاركة لاعبي المنتخب المصري في بطولة كأس العالم بروسيا وهم صيام متجاهلين كل هذه الحقائق وضرورة الابتعاد قدر الإمكان عما يثير الإحباط في نفوسهم وليكن التمسك بالصيام الذي أمر الله به أكبر حافز علي تحقيق الفوز بإذن الله في المباريات التي يخوضونها في النهاية أعتقد أن الصيام لا يتنافي مع استمرار اللاعبين في التدريبات خاصة بعد السحور إذ الفرصة متاحة للاستعداد للبطولة ولا داعي للتشبث ببعض الآراء التي تنادي بالإفطار وليكن الصيام قوة دافعة وحافزاً لهؤلاء اللاعبين وعلينا أن نبعث الأمل في نفوسهم وليكن مثالاً في أذهاننا جميعاً ذلك التساؤل هل حرب العاشر وبطولاتها أكثر شدة أم بطولة كأس العالم فليكن تلبية نداء رب العالمين أكبر حافز لنجومنا من اللاعبين!! مع أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف