الوفد
مجدى سرحان
لله والوطن جريمة إرهاب استثنائية
ما حدث فى حلوان أمس الاول.. هو جريمة إرهاب استثنائية بكل المقاييس.. لم يكن مجرد هجوم ارهابى على كنيسة.. حتى ولو كان قد تم إحباطه مثلما تقول البيانات الرسمية باعتبار أنه كان يستهدف تفجير الكنيسة بعبوة ناسفة.. فما رأيناه هو عمل إرهابى مسلح مصحوب برسالة تحد واستعراض قوة لبث الخوف والرعب فى نفوس أخوتنا الأقباط وإفساد أفراحهم بأعيادهم.
•• كما أن الحادث
يحمل رسالة سياسية الى الخارج.. بهدف إحراج الدولة المصرية فى وقت بالغ الحساسية تتعالى فيه الأصوات داخل البرلمان الأمريكى مطالبة بـ «تأديب» مصر بسبب موقفها فى قضية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.. وحرمانها من المعونات والمساعدات الاقتصادية والعسكرية.. ومساومتها على ملفى حقوق الإنسان وحماية الأقباط.. لدرجة أن يناقش الكونجرس الأمريكى قانونا خاصا بحماية المسيحيين فى مصر.. وكأن ليس فى مصر قانون أو سلطات أو دولة تحمى شعبها.
•• هذا المجرم
الإرهابى الذى رأيناه فى لقطات فيديو مرعبة يتجول وسط الشارع المواجه للكنيسة لنحو 10 دقائق شاهرا سلاحه الآلى ومهددا كل سكان الشارع.. ومطلقا الرصاص عشوائيا فى كل الاتجاهات ليقتل الأبرياء.. ولم يحاول الهروب.. وكان يعلم جيدا أنه حتما ستأتيه طلقة مضادة تقضى عليه.. كان يقصد هو والذين أرسلوه وزودوه بالسلاح أكثر من قتل هؤلاء الذين سقطوا شهداء بنيران الغدر والخسة.. كان يقصد ترويع المجتمع بأكمله.. ويعرف أن هناك من يلتقط له الصور والفيديوهات وسيسارع ببثها عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى تنقل كل شئ الى ملايين البشر فى ثوان معدودة من وقوع الحدث.
وهذا هو ما يراهن عليه هؤلاء الخونة.. وما يريده أيضا فئة ضالة.. حاقدة.. كارهة.. تتلقف مثل هذه الحوادث الإجرامية لتخرج ما فى نفوسها الدنسة من دناءة وغل وانحطاط.. وشماتة فى الوطن وفى شركاء لهم فى الأرض والهوية يتعرضون للذبح والقتل والإرهاب باسم الدين على أيدى أبناء السِفاح وعتاة الإجرام والمرتزقة المأجورين و«مهاويس الخلافة».
•• الشامتون
والحاقدون يتنطعون بالقول: إن هذا هو ما يستحقه الأقباط لأنهم يستقبلون فى أعيادهم قيادات الدولة بالفرح والترحاب.. ليشاركوهم احتفالاتهم وصلواتهم.. فى صورة هى فى حقيقتها أصدق وأروع تعبير عن وطنية ونبل وأصالة وسمو هؤلاء الإخوة الذين تحملوا على أيدى عصابات الإرهاب ما لا يطيقه بشر.. من قتل واضطهاد وتهجير وتشريد وحرق وتدمير لبيوتهم وكنائسهم وزرعهم وحرثهم.
هؤلاء الشامتون إرهابيون أيضًا.. لا فرق بينهم وبين من يحمل خنجراً أو قنبلة.. هم شركاء فى الجريمة والإرهاب الذى لا يميز بين مسلم أو مسيحى ولا دين له ولا وطن.. يريدونها فتنة.. رغم أنهم فشلوا مرات ومرات فى مسعاهم هذا الخبيث.
•• وسيستمر فشلهم.. لأن أقباط مصر يعرفون ويتفهمون مخططات هؤلاء المجرمين جيدا.. ويتصدون لها.. ويفوِّتون عليهم كل الفرص التى يتحينونها لمحاولة حرق الوطن وتمزيق وحدته وتماسكه.. وانتهاك أمنه وحرماته.. وافساد أعياده.. وزعزعة الثقة فى قيادته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف