الأهرام
جمال زايدة
تأملات سياسية الطريق الإقليمى والتنمية
قادتنى المصادفة إلى الطريق الإقليمى قادما من قلب الدلتا إلى بلبيس، ثم محور المشير نزولا إلى الدائرى، لكى أتعرف على حجم جهد جبار تم إنجازه خلال فترة زمنية قصيرة لكى يربط مصر بشبكة طرق حديثة.. والمدهش فى الأمر أن هذه الطرق تشغلها كثافة مرورية عالية للغاية فى وقت الذروة .. فلنتخيل كيف يمكن أن يكون الوضع فى حال لم يتم إنجاز هذا المشروع الجبار.

هذا الطريق يلبى الطلب الكثيف على نقل البضائع والأفراد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ولكن المحزن أن المحيط العمرانى الذى تمر به شبكة الطرق إما عشوائيا أو شديد الفقر فى وسط بقع بالغة الحداثة مثل مدينتى والرحاب والتجمع الخامس والأول والشروق وغيرها ولا أدرى عدد السكان الذين تم استيعابهم فى هذه المناطق الجديدة .

البديهى أن الطرق الحديثة يتم انشاؤها لخدمة أغراض التنمية والعمران فى نفس الوقت، وهذا ما يحدث مع مناطق العبور والعاشر من رمضان ونقل المنتجات الزراعية من قلب الدلتا إلى خارجها أو من قلبها إلى خارج البلاد بغرض التصدير.. لكن يبدو أننا فى سباق مع الزمن بسبب زيادة السكان، ومن يتحدث عن أن العاصمة الإدارية تشكل ترفا أقول له نحن فى حاجة إلى عشر مدن تماثل العاصمة الإدارية تستوعب الملايين من السكان من الشباب الذين سيتزوجون حديثا والذين يمثلون قوة العمل الرئيسية فى البلاد.

ما يحدث فى الدلتا وما حولها والقاهرة وما حولها نحتاج مثله فى كل سيناء وفى غرب مصر وفى أقصى جنوبها.. تقوية الأطراف فى ظل التهديدات الراهنة لا تقل أهمية عن تقوية القلب.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف