الأخبار
نبيل زكى
كلمة السر - الموقف المسئول تجاه لبنان
في لقاء مع إعلاميين مصريين وأجانب، علي هامش »منتدي شباب العالم»‬ وردا علي سؤال حول احتمال توجيه ضربات عسكرية إلي إيران أو حزب الله، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنه يعارض الحرب وأن أي مشكلة في المنطقة سواء تعلقت بإيران أو حزب الله يجب التعامل معها بحذر شديد حتي لا تضاف تحديات أخري بالمنطقة. وأضاف إننا لا نريد إشكاليات أخري ولا زيادة الاضطرابات التي شهدتها المنطقة، وأنه يمكن بالحوار والنقاش الخروج من أزمات كبيرة. وشدد علي أن أمن الخليج من أمن مصر وأمن مصر من أمن الخليج، وكما نحرص علي تجنب الصدام.. يجب علي الآخرين وقف التدخل في شئوننا.
وكلمات الرئيس السيسي خير تعبير عن موقف مصري ـ عربي يرقي إلي مستوي المسئولية القومية، ويتميز بأنه يبلغ ذروة الحكمة السياسية واستيعاب دروس الماضي.
ويبدو أن هذا هو نفس موقف اللبنانيين، ذلك أن الأولوية الوطنية الكبري للبنان الآن هي عودة رئيس الوزراء سعد الحريري وعائلته إلي بيروت، باعتبار أن هذا هو المطلب الوحيد الذي يحفظ كرامة أهل البلد وسيادته ويتفق مع الاتفاقيات الدولية، والقواعد المعتمدة في العلاقات بين الدول والحصانات التي يتمتع بها كبار المسئولين فيها.
وكان يمكن أن تؤدي استقالة الحريري إلي زلزال سياسي مدمر في دولة تعتمد النظام الطائفي وتعاني من أوضاع هشة، ولكن القوي اللبنانية، بكل أحزابها وأطيافها ورموزها السياسية والروحية، اتخذت مواقف شجاعة ورصينة تحمي الاستقرار السياسي والاقتصادي والسلم الأهلي والتوازن والتماسك والتلاحم في المجتمع اللبناني وتحول دون تورط لبنان في صراعات إقليمية أو استدراجه إلي الفوضي والخراب.
هكذا وجد لبنان نفسه أمام لحظة تاريخية لم يشهدها منذ الاستقلال إذ يحتشد في إجماع وطني حول خطاب عقلاني يقطع الطريق علي أصوات الفتنة ومحاولات افتعال صدام دموي. وأصبح لبنان وطناً موحداً وشعباً واحداً ومؤسسات دستورية تساند رئيس الجمهورية، ويلتف الجميع حول الدولة.
إذن.. لا مكان لحرب في لبنان رغم اقتراب أصوات قرع طوب الحرب.. فقد أصبحت الاعتبارات المبدئية والأخلاقية والسياسية هي السائدة. وثمة ارتياح إزاء رد فعل الأسواق واستقرار الأسعار وانتظام النشاط المصرفي.
وها هي وزارة الخارجية الفرنسية تطالب بأن يكون الحريري قادراً بشكل كامل علي القيام بدوره الحيوي في لبنان، كما أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يطالب الحريري بالعودة إلي لبنان ويرفض أن تكون الأراضي اللبنانية ساحة لحروب بالوكالة.
وهناك ضرورة ملحة في العالم العربي الآن لوضع بعض النقاط علي الحروف:
أولا: أن ساحة المواجهة الرئيسية دفاعاً عن العرب، والجنس البشري كله ـ هي المعركة ضد الإرهاب مما يتطلب تعبئة كل القوي من أجل استئصال جذوره من المنطقة، وعدم السماح بإبعاد الأنظار عن هذه المعركة.
ثانيا: لايزال العدو الرئيسي للعالم العربي هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يعربد في المنطقة، بدعم أمريكي كامل، ويمارس التهويد والاستيطان بعد أن اغتصب أرض شعب وطرده من وطنه قبل حوالي ٧٠ سنة، ومازال يحتل الـ ٢٢٪ التي تبقت من أرضه منذ خمسين سنة، ويجاهر بأنه لن ينسحب منها، ومن ثم يجب ألا نسمح لهذا العدو بأن يستثمر بعض مواقفنا وصراعاتنا من أجل التصفية النهائية للقضية الفلسطينية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف