الأهرام
د. عمرو عبد السميع
حالة حوار.. لا زوايا بعد اليوم
فى أثناء زيارته ـ منذ أسبوع ـ لمسجد الأحمدية بقرية برنباى بالشرقية، أعلن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أن وزارته لن تسمح بإطلاق وافتتاح زوايا جديدة بعد الآن، وأن الدروس الدينية وتحفيظ القرآن سيكون مكانها المسجد.. والسؤال الذى يثيره هذا التصريح هو عن السر وراء إبقاء الوزارة على تلك الزوايا أساسا، وما هى الجهة التى ستراقب عدم استغلالها فى تجنيد الأطفال الصغار للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، هل هى وزارة الداخلية مثلا؟ ساعتها سينفتح علينا شلال من الاتهامات بأننا دولة بوليسية تغلب الاعتبار الأمنى على الاعتبار السياسى أو الثقافى أو الاجتماعي، وإذا قلنا إن الذى سيراقب الزوايا هو وزارة الأوقاف.. فلماذا لم تفلح الأوقاف فى مراقبتها قبل ذلك؟.. ثم من الذى سيراقب؟ وهل الذين سيراقبون هم أهل ـ فعلا ـ للثقة؟.. نظام الأوقاف كله يحتاج إلى إعادة نظر بعد إذن الدكتور محمد مختار جمعة، ولابد أن يشارك فيه ممثلون للمجمتع كله باعتباره طرفا أصيلا يصيبه النفع والضرر من خلال الممارسات التى تجرى فى تلك الزوايا وتتعلق بالإرهاب واختراقاته للبلد.. ثم دعونا نوغل ونمعن فى التساؤل: من الذى قال إن المساجد تم تأمينها بشكل كامل يحول بينها وبين أن تستخدم من جانب الإرهاب.. نحن ـ هنا ـ نتكلم عن المساجد وليس الزوايا.. ثم ما الذى يدرينا أن الممارسات المتعلقة بالإرهاب لن تنسحب من الزوايا والمساجد لتجرى وتدور فى الشقق والبيوت، نحن نحتاج ـ بصراحة ـ إلى لون من السيطرة على القائمين بالاتصال الذين يقومون بتجنيد الصغار، وليس السيطرة على أماكن التجنيد سواء كانت مساجد أو زوايا، المجتمع كله لابد أن يصوغ تعاطيه مع أفكار الدين، لا أن نحصر المسألة فى جهة واحدة مسئولة عن تجديد الخطاب الديني، أو نتهمها بأنها المسئولة عن تفشى الإرهاب وذيوعه.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف