فيتو
على هاشم
أمة السبعة آلاف عام.. ولكن!!
وحين نتأمل أحوالنا اليوم وأحوال الأمم الحية الناهضة البازغة لا يكفي أن نقول إن مصر أمة السبعة آلاف عام حضارة؛ فالعبرة بالنتائج وليس بالمقدمات فحسب، فماذا فعلنا في هذه الإرث الحضاري المشرف المشرق هل حافظنا على تفوقه.. هل أضفنا إليه هل حاكينا أجدادنا الذين امتدت إمبراطوريتهم القديمة من أدغال أفريقيا جنوبًا وحتى جبال طوروس شمالًا؟!

لا يخامرني شك أن ثورة يناير ما ضلت طريقها إلى التغيير ولا تعرضت للسرقة من جانب الإخوان إلا لأنها ركزت بالأساس على مطالب اجتماعية وسياسية، دون أن تتخذ لها ظهيرًا أخلاقيًا يحفظها من انحرافات سلوكية طفحت انتهازية وانحطاطًا وتدنيًا رهيبًا في القيم الاجتماعية التي كانت أهم ما يميز مجتمعات الشرق المتدين بفطرته الحاضنة لرسالات السماء وشرائع الأديان؛ هذا الشرق فجر الضمير ومعين الأخلاق ومنبع الرقي الإنساني، وتلك هي ركائز الحضارة وأهم أعمدتها.

لقد أفرزت ثورة يناير سلوكيات لا علاقة لها بالثورات الهادفة لرفع الظلم وإقرار العدل والحرية والمساواة وإعلاء الكرامة الإنسانية.. فلكل ثورة ناجحة كفتان إحداهما لهدم الفساد والأخرى لبناء العدل والاستقرار.. وما أحسب أن ما وصلنا إليه في عالمنا العربي الذي اجتاحته ريح الثورات بعد يناير إلا لأن ثوراته قامت على كفة واحدة هي الهدم فقط؛ هدم الأنظمة وما انطوت عليه من مثالب وفساد دون أن يكون حاضرا في ذهن المتظاهرين ونخبتهم سلفًا إجابة السؤال الحتمي: ماذا بعد الهدم.. فلم يملك أحد للأسف خارطة طريق للبناء ودون إيجاد البديل الذي يمكنه تعويض غياب النظم والأركان المطلوبة لقيام الدولة بوظيفتها الأساسية نحو المواطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف