الوفد
سعيد السبكى
بيفرفايك فى هولندا : سوق الـ 50 مليون
وأنت تتجول بين أرجاءه كأنك تسير فى ميدان العتبة أو بشارع بورسعيد ، ولا تستغرب حينما تقتحم أنفك روائح العطور المُختلفة التى تذكرك بـ زقاق المدق المتفرع من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين فى حي الأزهر الشريف بقاهرة المعز ، فروائح الأطعمة الهنديّة والأفريقية وشرق المتوسّطيّة تمتزج مع بعضها البعض ، وتعلو المتاجر والمطاعم أعلام تركيا والمغرب والعراق ومصر وأفغانستان والصين وتايوان وبنغلادش وهولندا.
يقصده زائرون من مُختلف أنحاء العالم ، لا سيّما أهل البلد (الهولنديّون) إذ يشكّل هذا السوق فرصة بالنسبة إليهم للتعرّف على ثقافات الوافدين إلى بلادهم ، ويحظون بفرصة تذوّق أطباق نحو 65 مطبخاً عالميّا ، اضافة الى تعبير التجار عن هوياتهم وقومياتهم بمختلف الأساليب .
ذلك هو سوق " بيفرفايك " الذى يبعُد عن العاصمة الهولندية أمستردام حوالى 24 كيلومتر وهو يعتبر أكبر الأسواق في القارة الأوروبيّة ، بمساحة حوالى 75 ألف متر مربع ، ويشتهر ببيع الحليّ والمجوهرات ، ويمكن القول إنّه أكبر سوق للذهب أيضاً في أوروبا ، حيث تجد المعروضات الذهبية الواردة من مصر والامارات العربية والسعودية وبلاد عربية وشرقية أخرى .
يقصد سوق " بيفرفايك " أكثر من خمسين ألف زائر أسبوعيّاً وقد جذب منذ افتتاحه عام 1980 حوالى 14 ألف زائر ، و500 بائع لمختلف السلع والمنتجات الغذائية ، وقد بلغ عدد زائريه منذ ذلك التاريخ خمسين مليون نسمة ، يذكرك أيضاً وأنت تتنقل بداخله بأسواق دمشق ومراكش أو تونس .
يغلب على هذا السوق الطابع الشرقى الذى يميل للثقافة العربية ، وهو الأمر الذى يجعله مكان جذب لمُختلف جنسيات الجاليات العربية فى هولندا ، من المغاربة والمصريين والتونسيين وغيرهم .
يضمّ سوق " بيفرفايك " حوالى خمسين جنسيّة مختلفة وأكثر من ألف محلٍّ ، وهذا يجعلك فى يوم واحد تسافر بالفعل من بلدة لأخرى ، ليس لتذوق أنواع المأكولات فقط ، ولكن التجول فى هذا السوق يُخفف لبضع ساعات من قسوة الإغتراب ، والبُعد عن الموطن الأصل .
وعلى الرغم ان التجار الصينيون وجدوا فى هذا السوق خلال السنوات الأخيرة مكاناً مُناسباً لبيع مُنتجاتهم ، الا ان الطابع الشرقى للسوق جعلهم يتجاوبون مع مُتطلبات رواده ، حيث تجد أيضاً معروضاتهم تغلب عليها الصفات العربية والشرقية .
يتميز سوق " بيفرفايك " بمرافقه واستعداداته لاستيعاب أعداد كبيرة من الزائرين ، وتجهيزات ملاعب الأطفال ومواقف للسيارات ، اضافة لمسجد لآداء فرائض الصلاة .
انه بالفعل مُلتقى للثقافات ، حيث يسمع رواد السوق لغاتهم الأصلية ويتحدثون بها مع الباعة ، وتنبعث أصوات الموسيقى والمطربين من كافة الجنسيات ، وتستطيع شراء الملابس التقليدية وكأنك فى بلدك تماماً .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف