الأهرام
د. عمرو عبد السميع
النجم الساطع ومحمد نجيب
أعلنت واشنطن أنها ستجرى مناورات النجم الساطع بالاشتراك مع مصر قريبا فى قاعدة محمد نجيب بغرب الإسكندرية.. وكنت قد لاحظت منذ تسمية تلك القاعدة باسم محمد نجيب انطلاق جوقة من كتبة الجرائد المصرية تهلل لتلك المسألة وترى فيها ما تراه من أوساط ضخمة وتطلق عليها أقوالا فخيمة من طراز أنها: (مصالحة مع التاريخ) أو (إنصاف لرجل مظلوم) أو (تصحيح واجب للماضي)، ولكننى وأرجو المعذرة وعدم المؤاخذة لم أر فى اطلاق اسم محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط أمرا مناسبا، فنحن أمام سيرة رجل كان مجرد واجهة للثورة، وكان كما كان غيره مجرد رئيس جمهورية، فماذا يمكن أن نقول إذن عن أسماء من حجم وثقل خالد محيى الدين وزكريا محيى الدين، ويوسف صديق، وصلاح سالم، فضلا عن ناصر والسادات.. كان الرجل إذن واجهة مثلما كان الضباط الأحرار يحاولون أن يكون عزيز باشا المصرى الذى اعتذر بلياقة ولباقة.. أنا فعلا مع الجانب الإنساني، ولكن ليس إلى تلك الدرجة الباذخة، وبخاصة أن هناك جزءاً فى تاريخ محمد نجيب تحالف فيه وهو رئيس جمهورية تكتيكيا أو حتى موضوعيا مع الإخوان أعداء الدولة الحديثة فى مصر وعملاء الاستعمار العالمي، وبالتالى لم يك هناك مجال لإسباغ كل ذلك القدر من التمديد عليه دون غيره، ولا ينبغى أن يكون تقديرنا حول تعرضه لسوء معاملة مبررا لاقتران اسمه بكل ذلك المجد.. ثم ما هى المؤشرات التى تشيعها هذه التسمية للقاعدة؟ إنها مع كثير الأسف مؤشرات متعارضة.. متناقضة.. غير متسقة.

التاريخ المجيد للقوات المسلحة المصرية لا نتصور أن يكون مجالا لإنصاف رجل تعرض لظلم شخصي، أو رضى أن يكون مجرد واجهة للثورة، أو تحالف حتى دون أن يعنى التحالف مع قوة رجعية كالإخوان.. هذا رأى أجلته كثيرا ووجدت أن من المناسب طرحه بمناسبة إطلاق مناورات النجم الساطع فى تلك القاعدة الضخمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف