الأهرام
سكينة فؤاد
حاسبوا من حرموا «الكبار» من العيد
لا أعرف كيف قضى العيد أو استطاع أن يستمتع به كل من شارك فى حرمان عشرات الملايين من أصحاب المعاشات من صرف مستحقاتهم من مدخرات عمرهم قبل العيد ـ ادعاء أن نظام الصرف الإلكترونى لن يسمح بصرف المعاش قبل العيد لأن المأساة تكررت قبل عيد الفطر ـ وكما دخل عيد الفطر حزينا عليهم دخل عيد الأضحى على هذه الفئة من المصريين الأكثر استحقاقا لتوفير أفضل الظروف المعيشية والإنسانية فى هذه السنوات الأكثر قسوة وشدة من العمر وأعتذر أننى لم أتناول أزمة تأخير صرف المعاشات فى مقال الأسبوع الماضى لأنى ما تصورت أن مسئولا فى الدولة عن هذه الأموال يمكن أن يرتكب هذه الجريمة بحق أصحابها!!

تحميل نظام الصرف الالكترونى مسئولية عدم الصرف عذر أقبح من ذنب فمن أهم مؤشرات السياسات الناجحة توفير الأمان والاطمئنان للمواطن وتلبية احتياجاته واحترام استحقاقاته ما بال إذا كانت تحويشات أعمار وعمل وشقاء سنوات عمرهم انضمت إليها ظروف اقتصادية بالغة القسوة ـ تدرون أو لا تدرون بسعار الأسعار.. وفق أحدث إحصائية للتعبئة العامة والاحصاء أن نسبة الزيادة فى أسعار الطعام خلال العام الحالى وصلت إلى 43% وأزمات الدواء ـ ما تضاعفت أسعاره وما اختفى تماما!! تدرون أو لا تدرون كيف استغنت شركات خاصة كبيرة عن عمالة الآلاف من شبابنا ـ فى وقت لا تلتزم فيه بقوانين حامية للعمل والعاملين ـ هؤلاء الشباب ومنهم من تزوج وأنجب عادوا ليكونوا مسئولين آباء وأمهات مسنين ومعاشات متواضعة لا ينظر فى ضرورة تعديلها رغم الأرقام الضخمة التى يقول عنها البدرى فرغلى رئيس اتحاد أصحاب المعاشات إن أموال المعاشات والتأمينات التى تم الاستيلاء عليها بلا وجه حق وأنها قد وصلت إلى تريليون جنيه ـ الأخبار 15/8 فى نفس العدد يقول عمر حسن مستشار وزيرة التضامن الاجتماعى إن أموال التأمينات مقدارها فقط 686 مليار جنيه وأن 240 مليار جنيه من أموال التأمينات فى بنك الاستثمار القومي!!

لقد طالب رئيس اتحاد أصحاب المعاشات بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق فيما يقوله أصحاب المعاشات لاظهار الحقيقة البالغة الخطورة لا يدرك الكثيرون المترتب عليها من إحساس بالظلم وافتقاد العدالة لدى أكثر من 9 ملايين مصرى وأسرهم أو على الأقل 6 ملايين يمثلون 79% من اجمالى أصحاب المعاشات ممن لم تطبق عليها امتيازات منحت لفئات معينة؟!! أين الحقائق التى توقف الاحساس بالظلم وتؤكد أن من يديرون هذه الأموال ليسوا فوق القانون والمحاسبة.

>الاسبوع الماضى شارك الرئيس فى الاحتفال باليوبيل الماسى للجهاز المركزى للمحاسبات الذى يمتد إشرافه إلى جميع أجهزة الدولة كواحد من أهم أجهزة الرقابة وفى الحرب الجادة التى تديرها الدولة هذه الأيام على الفساد. وفى احتفالية الجهاز المركزى للمحاسبات أكد المستشار هشام بدوى أن الجهاز يباشر عمله فى تقييم الأداء الحكومى العام وترشيد السياسات المالية والكشف عن العديد من وقائع الفساد.. وأثق أن الاهتمام بالملايين من أصحاب المعاشات وكشف وإعلان ما حدث لأموالهم والمصير الذى آلت إليه وكيف تلبى وتخفف متاعب وآلام هذه المرحلة العمرية الحرجة من خلال استحقاقاتهم أصبح واجبا على جميع الأجهزة الرقابية الوطنية المسئولة فى المجال وأجدد الدعوة بتكوين اللجنة القضائية المستغلة التى طالب بتكوينها رئيس اتحاد أصحاب المعاشات.

>فى كل الأحوال سياسيا وإنسانيا واقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا ما حدث ومازال يحدث لأصحاب المعاشات يجب أن يحاسب عليه كل مسئول عنه ـ رغم اننا نعرف جيدا أنه لا يحس بالألم وبأصحاب الألم إلا من عاشوه واكتووا بناره.. أما المسئولون الغرباء على هذا الألم وعلى هذا البشر فكيف يحسون أو يدركون أو يحترمون هذه الحقوق والاستحقاقات التى هى حصاد أعمار أصحاب المعاشات؟!! وكيف ضاعفت الأزمة الاقتصادية من معاناتهم وقسمت أرقام ما يحصلون عليه إلى أقل من النصف!!

>رغم كل شيء.. وكما كتبت فى البداية.. كل عام وأنتم وهذا البلد الطيب.. وبشره الطيب بألف خير وأمان وصحة ورحمة وعدالة وحماية من الله عز وجل.

>انتهيت من المقال قبل أن تبدأ المحاولات المتأخرة من وزارة التضامن لاصلاح ما ارتكب بحق «الكبار» وحرمهم رغم تواضع المعاشات من الاعداد للعيد.. لذلك تظل القضية أكبر من خطأ نظام الصرف الالكترونى وتنتظر من الدولة ومن الأجهزة الرقابية المحترمة فحصا شاملا لما حدث ويحدث لأموال المعاشات والتأمينات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف