الجمهورية
اكرام منصور
سوريا والصفقات الدولية
أكد دونالد ترامب الرئيس الأمريكي أن الوجود الروسي والإيراني في سوريا. ليس إلا نتيجة لاخطاء ارتكبتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة باراك أوباما. كما اتهم ترامب بشار الأسد الرئيس السوري باستخدامه للغازات السامة في هجماته ضد المدنيين واعتبرها تصرفات ضد الانسانية وشدد علي ان الأسد فعل ذلك عدة مرات في عهد الرئيس بارك أوباما متخطياً "الحدود الحمراء". وأجد في تصريحات ترامب نفس سيناريو العراق يتم تكراره في سوريا حيث قام ترامب باتهام نظام الأسد بتهمة أخري وهي استخدامه للأسلحة الكيماوية. وهي مجرد مقولة ترددها الإدارة الأمريكية من أجل استمرار وجودها هي وحلفائها للحرب بسوريا. نفس ما فعل جورج بوش الابن بالعراق واتهمها بوجود أسلحة دمار شامل. ان الرئيس السوري بشار الأسد موجود بمساعدة روسيا. وفي ذات الوقت سوريا تمثل نفوذاً رئيسياً لروسيا بالشرق الأوسط. فالوجود العسكري لروسيا في سوريا وكذلك دعمها لحكومة الأسد أثارت هذه التحركات الروسية انتباه الإدارة الأمريكية لأن روسيا توصل لها رسالة وهي انتهاء عصر القطب الواحد. ويحضرني سؤال هل توجد صفقة مطروحة الآن بشأن سوريا؟ علي الأرجح لا. لكن التحركات العسكرية لروسيا تشير إلي عكس ذلك. والوضع الحالي يعيد موسكو مرة أخري إلي قواعد اللعبة. كما أري أن استراتيجية ترامب المعلنة بمواجهة تنظيم داعش وهزيمته في سوريا والعراق. بينما الاستراتيجية الخفية عكس ذلك فهي حماية تنظيم داعش وتواسعة كما نري تحضيرات واسعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء علي التنظيم الإرهابي كخديعة عالمية أخري للحصول علي مكتسبات. وروسيا باتت تمتلك معظم مفاتيح اللعبة السياسية في سوريا. وهناك أسباب استراتيجية مقنعة لموسكو لدعم الأسد الآن. لأن سوريا هي بداية لعودة روسيا في المنطقة. وكما تطل علي البحر الأبيض المتوسط. وكل من إسرائيل ولبنان. وتركيا. والأردن والعراق. جعل موسكو تتوسع في قدراتها البحرية الروسية. وسيكون سقوط "الأسد" يعني فقدان القاعدة العسكرية الوحيدة لروسيا في ميناء طرطوس. وكانت صحيفة الواشنطن بوست نفسها نقلت عن مسئولين أمريكيين قولهم ان واشنطن غير متحمسة لفكرة رحيل الأسد من أجل الخداع. وتأمل روسيا الا تستخدم أمريكا معلومات سرية عن تخطيط سوريا لهجوم كيماوي "كذريعة لأعمال استفزازية" في سوريا لأن ردها سوف يكون صعبا. ويبقي السؤال متي تنتهي الصفقات الدولية علي الاراضي السورية؟!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف