الأهرام
حسين الزناتى
سر جلباب الدبلوماسى البريطانى!
خرج علينا أدوين صمويل، المتحدث باسم الخارجية البريطانية فى الشرق الأوسط وأفريقيا بمقطع فيديونشره على حسابه الشخصى وهو فى مدينة العين ،يجلس بين مجموعة من الاماراتيين مرتدياً جلباباً أبيض وهو يقول"وصلت لبيت أصدقائى وكنت لابساً ثوبى الجديد بس من غير عقال .. خواجة انجليزى ما فى عقال، انها تقاليد وصحبة وسعادة " !!
ما فعله صمويل مع الأشقاء فى الامارات لايختلف كثيراً عن هذا الذى يفعله السفير البريطانى الحالى فى مصر وهو يجلس على المقاهى الشعبية عندنا وفى محلات الكشرى والفول، ليبدو بمظهر القريب الى المصريين متحدثاً بلغتهم العامية .
المشهدان يمثلان إستمراراً للمشاهد الدبلوماسية التمثيلية التى يحاول تقديمها الانجليز للساسة وشعوب العرب، وكأنهم الأقرب إلينا بينما الواقع يقول ان سياسات بريطانيا هى أبعد مايكون عن هذه المشاهد التمثيلية لدبلوماسييها على الأراضى العربية وتلك التصريحات المعسولة التى نسمعها منهم ضد الارهاب الموجه إلينا !

حتى لانستغرق فى تاريخ بعيد، فالواقع القريب يؤكد الدعم البريطانى للجماعات الارهابية، وجاءت تصريحات مندوب روسيا بمجلس الأمن الأخيرة التى اتهم فيها الحكومة البريطانية بإيواء ودعم المليشيات والجماعات الإرهابية التى نفذت هجوما ضد الكنائس فى إشارة إلى التفجيرات التى ضربت كنيستى طنطا والإسكندرية تؤكد هذا .

فى الوقت نفسه أصدر المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، دراسة توثيقية هامة رصدت فيها أبرز قيادات الجماعة الإرهابية المقيمين فى بريطانيا، و المنظمات والمراكز الحقوقية والقنوات الإعلامية التى توفر لهم الغطاء الإعلامى والسياسى، والدعم المادى لتحقيق أغراضها ، وضربت الدراسة مثلاً بأبرز قيادات الإخوان الذين يلجأون الى لندن "إبراهيم منير" الذى يعيش هناك منذ ثلاثين عاماً ودائم التردد على مجلس العموم البريطانى وجهاز المخابرات البريطاني ، و نائب المرشد الحالى، و راشد الغنوشى، رئيس حزب النهضة الإخوانى فى تونس ،ويوسف القرضاوى الزعيم الروحى الأول لجماعة الإخوان.

وبعض قيادات الإخوان اصحاب تاريخ من العنف وممارسته داخل مصر ودول عربية ومنهم مطلوبون على قوائم "الإنتربول"وترفض بريطانيا تسلميهم، مثل عبد الله عصام الحداد نجل القيادى الإخوانى عصام الحداد، وسندس عاصم المحكوم عليها بالإعدام، ومحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان ، وأسامة رشدى القيادى الإخوانى البارز، الذى انضم لـ "المجلس الثورى المصرى" تحت قيادة عمرو دراج ومها عزام، ومطلوب على قوائم (الإنتربول).

وأيضاً طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وتعيش فى لندن مها عبد الرحمن عزام رئيس "المجلس الثورى المصرى" الذى أبتدعه الإخوان الهاربين خارج مصر بعد سقوط نظامهم فى مصر و ساهمت فى تأسيس كيانات تبدو فى ظاهرها منظمات حقوقية فى بريطانيا وأمريكا وسويسرا لدعم أجندة الإخوان فى الغرب.
وتأوى بريطانيا أيضاً عزام التميمي أحد أبرز قيادات الإخوان ، وهو فلسطينى الأصل، رئيس قناة "الحوار التليفزيونية" التى يملكها الإخوان وتبث من بريطانيا باللغة العربية.

وعلى مستوى المنظمات التى تأويها لندن أوضحت نتائج التحقيقات التى قادتها لجنة سير جون جينكينز أن المنظمات التابعة للإخوان فى بريطانيا، والتى تبدو فى ظاهرها منظمات مجتمع مدنى وأعمال خير وتنمية، قد دعمت أعمال العنف فى الشرق الأوسط ، وان أغلب هذه المنظمات يتركز فى منطقة أيلينج غرب لندن، وتعتبر مركز محورى لكل أنشطة الإخوان المسلمين فى جميع أنحاء أوروبا،
و استمراراً للسياسة البريطانية فقد أوضحت الدراسة أن تيريزا ماى قامت بعد توليها رئاسة الحكومة البريطانية بشهر واحد فقط ، بفتح الباب لعناصر الإخوان الهاربين من بلادهم لطلب اللجوء السياسى إلى بريطانيا، وبرأ البرلمان البريطانى جماعة الإخوان من نتائج التحقيقات التى صدرت فى عهد كاميرون وأثبتت علاقة الإخوان بالإرهاب.

هذه هى بريطانيا التى يرتدى دبلوماسييها الجلباب العربى الأبيض فى الخليج دون عقال ، ويأكلون الكشرى والفول تقرباً لنا وضحكاً علينا ، بينما هم من يتولون أمر الأرهاب ضدنا .. كفاكم ضحكاً ، وكفانا "استغفال"!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف