الوفد
أحمد عز العرب
«النحاس» لم يقبّل يد الملك
شاهدت مصادفة مساء الأربعاء 31 مايو، الحلقة التي تقدمها الإعلامية اللامعة عزة سليمان والتي أجري الصديق وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد مداخلة خلالها أنكر فيها تماماً القصة المزعومة بأن الزعيم الخالد مصطفي النحاس قبّل يد الملك عند لقائهما الأول عقب تشكيل وزارة الوفد الأخيرة في يناير 1950. وحقيقة هذه الأكذوبة ومنشأها أرويها بصفتي كنت معاصراً ونشطاً سياسياً أثناءها، أرويها ليس تبرئة للزعيم الخالد، فاتهامات خصومه لا ترقي إلي مواطئ قدميه.
مختلق القصة هو الصحفي الراحل مصطفي أمين ألد أعداء الوفد عندئذ.. وكان هدفه الواضح هو تشويه صورة الزعيم الخالد ودفعه إلي إصدار بيان لإنكارها مما كان سيخلق جواً من العداء يفوق العداء القائم فعلاً بين الوفد وحزب الأغلبية الشعبية الكاسحة. ولكن الوفد رد علي الأكذوبة بواقعة ثابتة ثبوت الشمس أذكرها فيما يلي، كان لحزب الوفد وقتها جريدتان إحداهما ملكه هي صوت الأمة والأخري ناطقة بلسانه هي المصري المملوكة لأسرة أبوالفتح الوفدية. وكان رد الوفد المفحم علي الأكذوبة هو نشر صورة المليك في لقائه الأول مع الزعيم الخالد في الأسبوع الأول من يناير 1950، بطول وعرض الصفحة الأولي في الجريدتين وتحتهما عنوان: «اللقاء الأول بين الملك والزعيم الجليل». وقف الرجلان منتصبين كالطود وعلي وجهيهما ابتسامة مجاملة وقد تشابكت أيديهما الأربع. وأقسم بالله تبارك وتعالي أن الزعيم الخالد لم ينحن أمام الملك مجرد انحناء. والصورتان موجودتان في دار الكتب عن هذا اللقاء في الأسبوع الأول من يناير 1950 لمن يريد التأكد من الحقيقة.
انني أعرف وحيد حامد كاتباً وروائياً شريفاً. وأدعوه أن يتأكد بنفسه مما أقول. وأعلم مقدماً أنه في هذه الحالة لن يتردد في تصويب هذا الخطأ في حق زعيم وطني شريف لم يكن لينحني وهو زعيم أمة أمام طاغيتها. ويكفي النحاس شرفاً أنه عندما انتقل إلي جوار ربه 1965 بعد ثلاثة عشر عاماً من الانقلاب العسكري في يوليو 1952 ونشر الخبر في أربعة أسطر علي عمود واحد بالأهرام يومها خرجت القاهرة في جنازة من نصف مليون مواطن لتشييعه إلي مقره الأخير. وكان تعليق عبدالناصر لمرافقيه يومها والغل يملؤه أن هذه الجنازة قد شطبت ثلاثة عشر عاماً من عمر الثورة.
أيها الزعيم الخالد المسجي في عظمتك ووفاء مواطنيك سلاماً وطبت حياً وميتاً يا نحاس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف