توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل المسئولين بإنهاء التعدي علي أراضي الدولة في نهاية الشهر الجاري واضحة وحاسمة لا تقبل التفاوض أو المساومة.
¢محدش في مصر هاياخد حاجة بدون حق¢.. عبارة توقفت أمامها طويلا.. فمصر تم استباحتها وسرقتها لحساب فئة وحفنة من المصريين في كل شيء بداية من الأرض وثرواتها ومرورا بالطعام وسرقة أقوات الناس حتي الأجساد المتهالكة لم تسلم من البيع.
المشهد الحزين استمر سنوات وسنوات ناس تأخذ كل شئ بلا حساب وآخرون لا ينالون أي شيء!!
سنوات ونحن نحذر مرارا من التعديات علي أراضي الدولة بعضنا فتح الملفات المسكوت عنها والتي كشفت عن فساد ونهب حق الدولة والشعب لحساب عدد من رجال الأعمال تربحوا بالمليارات من تلك الأراضي التي حصلوا عليها بأبخس الأثمان مستغلين علاقاتهم ونفوذهم وسطوتهم في تحويل ملايين الأفدنة وآلاف الكيلومترات إلي منتجعات سكنية بدلا من إقامة المشروعات الزراعية والصناعية المحددة لتلك الأراضي!!
لم لا فتجارة الأراضي ياسادة هي مغارة علي بابا التي تحقق الثراء الفاحش فانتشرت مظاهر سوء الاستخدام علي جميع الطرق الرئيسية التي تربط محافظات مصر بداية من طريق مصر - اسكندرية الصحراوي حتي أسوان جنوبا ملف مليء بكل المخالفات الصارخة والصادمة فساد تم بطرق ملتوية وغير شرعية علي حساب الدولة والمواطنين اهدار ملايين الأفدنة المخصصة للزراعة في الوقت الذي نحتاج فيه لتوفير المحاصيل لسد احتياجاتنا من الأمن الغذائي بدلا من استيرادها من الخارج.
وتبقي كلمة حق لابد من ذكرها فهناك جهاز معروف اسمه المركز الوطني لاستخدامات أراضي الدولة تم انشاؤه عام 2004 وفي 2005 كنت أول من التقيت مع اللواء عمر الشوداني رئيس الجهاز واحد من أبناء القوات المسلحة التي تؤمن بقيمة وأهمية الأرض فلا تفريط في ذرة تراب من أرض الوطن حتي لو كان الثمن ¢الموت¢ وتكررت اللقاءات معه عبر عدة سنوات تولي فيها المسئولية بصدق وأمانة يحسد عليهما.
ظل المركز يرصد المخالفات والتجاوزات بكل أشكالها العبثية ويضعها أمام المسئولين دون أن يجد استجابة أو عمل يوقف الاستخدام الجائر والسرقات!!
لم ييأس الرجل بل ظل يتحرك هنا وهناك واجه الحرب والرغبة في إبعاده عن عمله ومعه 107 من الموظفين قاموا بجهد دقيق منذ عام 2006 بمعاونة الجهات المختصة حتي ترك الرجل منصبه ولعدم وجود متابعة جادة ومساءلة للقائمين علي تنفيذ قانون التخصيص أو الانتفاع بالأراضي إلي جانب التضارب في السلطات بين الجهات التي لها الولاية علي أراضي الدولة حدث ما حدث حتي جاءت كلمات الرئيس وتعليماته الصارمة لتفتح طاقة نور وتؤكد اننا نعيش في دولة يحكمها نظام قوي فهل يستطيع المسئولون القيام بدورهم دون تراجع أو مواءمات.
المحاسبة
أثناء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي عددا من المشروعات التنموية بمحافظة قنا الأسبوع الماضي وجه عدة رسائل للحكومة كلها تؤكد أن احترام القانون وتطبيقه أمر لا مفر منه.. وأن من يقف في وجه القانون أو الدولة لابد من محاسبته.
والحقيقة أن المحاسبة هي الفريضة الغائبة والتي أتمني أن تطبق علي الجميع دون استثناء لنقف علي أقدامنا ونحقق دولة قوية ورفاهية للمواطن كما نريد ونحلم.