الجمهورية
اللواء د. محسن الفحام
عندما يستمع الرئيس للشباب
تابعت للمرة الثالثة المؤتمر الوطني للشباب والذي عقد في محافظة الإسماعيلية وللحق أقول إن الفرصة التي أتيحت للشباب في هذا المؤتمر للحديث أمام السيد الرئيس كانت أفضل من سابقيها والأسئلة التي وجهت إليه كانت أكثر جرأة من كل مرة لدرجة سؤاله عن موقفه إذا لم ينجح في الانتخابات القادمة ورده بكل وضوح أنه سوف يترك موقعه للفائز بها متمنيا له التوفيق.
لم يكن هناك سقف محدد للأسئلة فعلا.. ولكن كانت هناك عدة نقاط محورية تحدث عنها الرئيس جميعها موجهة للشباب في المقام الأول كان أبرزها من وجهة نظري ما يلي:
- عندما أشار سيادته أنه استمر أكثر من ثلاثين عاما يصلي الفرائض كلها في المساجد.. وبدا يتخوف علي أبنائه وشباب وطنه بعد ذلك تحسبا من سيطرة بعض المتشددين الذين يبثون أفكارا متطرفة في عقول هؤلاء الشباب "هذا ما استنتجته من بين السطور" علي بعض المساجد. مشددا بطريقة غير مباشرة علي ضرورة تصحيح الخطاب الديني بما يتواكب مع لغة العصر.
- إنه بحكم عمله في السابق كمدير للمخابرات الحربية كان يري حجم الإرهاب الذي يتعرض له الوطن في الداخل وحجم المؤامرات التي تحاك ضده في الخارج ومحاولات إحداث فتن طائفية وقبلية ولكنه علي ثقة من تلاحم الشعب المصري وأنه علي دراية كاملة بحجم تلك المحاولات ولكن ليس كل ما يعرف يقال حفاظا علي سرية المعلومات واستقرار الوطن وأن من يزرع الإرهاب سوف يحصده قريبا جدا علي أرضه.
- أنه لا حدود ولا عوائق في محاربة الفساد بكافة أشكاله ولكنه يفضل أن يكون الإعلان عن قضاياه قاصرا علي الأرقام الكبيرة حتي لا يصاب الشعب بالإحباط.. كما أن مواجهة المخالفات الأمنية يجب أن تكون بشكل حضاري وقانوني حتي تتغير الصورة الذهنية لأجهزة الأمن خاصة بعد تغيير مسمي "مباحث أمن الدولة".
- قد لا يكون ما تم من إنجازات حاليا ملموسا للمواطن البسيط ولكنه سوف يشعر به قريبا بعد الانتهاء من المشروعات العملاقة خلال هذا العام ومن أهمها أنفاق قناة السويس ومدينة الأثاث في دمياط والمشروعات المتوسطة والصغيرة في المحافظات المختلفة.
- أنه يؤيد ويشجع أي أفكار جديدة للشباب الوطني النابه وهنا أشير إلي اتصال جاءني من أحد الشباب الذين لم يشاركوا في المؤتمر ويدعي "اندرو أشرف" وهو مازال طالبا بكلية الهندسة ذكر اسمه أمام الرئيس من أحد الشباب مشيرا إلي أنه قام بتدريب ما يقارب 70000 طالب بمختلف المحافظات في مبادرة بعنوان "كيف تختار مجال عملك" وذلك من خلال التواصل مع الشركات المختلفة والوقوف علي احتياجاتها الحقيقية وكيفية تنفيذ تلك الاحتياجات بالمقابل المادي الذي يتفق عليه الطرفان.. وذلك كوسيلة من وسائل القضاء علي البطالة.
- وللمرة الثانية يتواجد الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد الذي أشاد بفكرة تلك المؤتمرات بل طالب بخفض سن الوزراء إلي ثلاثين عاما وأن تشمل تلك المؤتمرات جميع محافظات الجمهورية مؤكدا أن هذه الفكرة كان لها الأثر الفعال في بناء جسور التواصل بين الدولة وشباب الوطن.. وأننا سوف نعبر بسلام إلي ضفة التنمية بسواعد الشباب بعد أن لمسنا منهم الابتكار في الأفكار التي عرضها الشباب أمام الرئيس.
- أما نموذج المحاكاة الذي عرضه الشباب للحكومة والبرلمان فقد كان مثالا واضحا لمدي النضوج الفكري والثقافي بل والسياسي الذي وصل إليه شبابنا.. وأصبح الأمل والحلم الذي يراودهم في القيام بدور فاعل ومؤثر في إدارة شئون البلاد قريبا من التحقيق خاصة عندما أعلن الرئيس أن هذا الشباب من حقه أن يشارك في إدارة الوطن برؤية جديدة وجريئة تحقق طموحات وطن استمر لفترة طويلة يعاني من البيروقراطية والرتابة والروتين.
لقد آن الأوان بالفعل أن يتولي الشباب شئون بلادهم ولكن بقدر من التأني والتروي والاستفادة من الخبرات الإيجابية وليست السلبية.. فلا يمكن أن يزدهر الوطن دون التعلم من تجارب من سبقونا ونهتم بنجاحاتهم ونعمل علي تعظيمها والتأسي بها مثل نجاحات الدكتور زويل وفاروق الباز وهاني عازر وغيرهم من القامات العالمية التي تشرف بها الوطن.
فلا نجاح بغير الخبرات التراكمية ولا فشل إذا كان الشباب هم وقود المرحلة القادمة بنسبة أكبر بما هي عليه الآن.
وفي النهاية فالجميع يعمل من أجل مصرنا الحبيبة.
مصرنا الفتية الشابة القوية دائما بإذن الله.
وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف