الجمهورية
فريد إبراهيم
مؤتمر الأزهر ومعوقات السلام العالمي
تبحث المؤتمرات عن معوقات السلام. وأسباب الحروب وآليات القضاء علي النزاعات بين الشعوب والدول وجميع هذه المؤتمرات تتحدث في كل شيء بالموضوع من دون أن تتطرق إلي السبب الحقيقي والرئيسي ألا و هو العدل بين الشعوب والعدل بين الدول فالحرب عادة تبدأ ببغي طرف علي آخر لينال منه جغرافياً أو معنوياً أو نفسياً أو إرادياً. أو اقتصادياً أو ان الحرب تقوم لرد بغي حدث قبل ذلك ويحاول المظلومون أن يستعيدوا ما انتقص من حق لهم.
أقول هذا وأنا أتأمل محاور مؤتمر الأزهر العالمي الذي ستبدأ أعماله بعد غد الخميس ويشارك فيه بابا الفاتيكان بكلمة في نهايته ومن محاوره: معوقات السلام في العالم المعاصر وهي معوقات كثيرة ومعروفة لكن القوي القادرة تتحدث في كل شيء وتمول مراكز الأبحاث التي تتناول أسباب العنف وتحدد منطلقاتها ودواعيها لكنها تحارب كل من يقترب من الحقيقة أولاً وهو العدل.
وإذا تأملنا معوقات السلام في منطقتنا العربية فإننا لا نجد سوي البغي الإسرائيلي واغتصاب أرض فلسطين وتشريد أهلها وتهجيرهم وتجريب كل أسلحة الدمار فيهم مع مساندة من الدول الكبري ذات المصلحة لهذا الجبروت والظلم الغاشم ومع ذلك تقوم هذه الدول بدور الوسيط بين الظالم الذي تم تعينه علي ما يفعل وتقويه وتدافع عنه والمظلوم الذي لا تقف بجوار حقه أو حتي تتركه يحصل علي حقه بيده. بل تقوم بعد ذلك باتهام المظلوم بالإرهاب وكذلك صناعة العنف في كل مكان. كما نري في كل منطقتنا العربية.
لذا فإن الأمل في السلام بعيد المنال لأن القادرين عليه وعلي تحقيقه أكثر الباحثين عن إبعاده وأكثر الباحثين عن سلام لا علاقة له بالعدل وانما بالخضوع وسياسة الأمر الواقع والقهر. فالفلسطينيون مطلوب منهم أن يرضوا بما تراه إسرائيل حتي ترضي إسرائيل وترضي أمريكا فإذا ما تحدثوا أو تحدث العرب أو المسلمين عن الحق والصواب صاروا دعاة إرهاب وعنف وهو أمر لا يحقق السلام مطلقاً.
ولأن تحقيق السلام يجب أن ينطلق من القلوب بشعور المظلومين ان حقوقهم عادت أو عاد منها ما يرضيهم عن أنفسهم وعما حدث من تغير علي الأرض في مقابل شعور المعتدين انه لا حياة هادئة سوي بالتخلي عن البغي والتخلص من شهوة الجور والغصب إذا ما حدث ذلك تمددت مساحة السلام علي الأرض وفي النفوس وبدا التسامح يحل محل الكراهية ويصبح للقانون العادل مكان علي أرض الواقع وقتها يتحقق السلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف