الجمهورية
ثناء حامد
في حب.. مصر
لم اندهش كثيرا عندما تحول حب الشيخ سلطان القاسمي من أقوال وما أجملها إلي أفعال.. وما أعظمها.. وعد بإعادة بناء المجمع العلمي وبدأ بالفعل في تنفيذ الوعد.. والتبرع ب 7700 كتاب من اندر ما يمكن ان تقتنيه أي دولة وأهمها كتاب "وصف مصر" بطبعته الفرنسية الشهيرة والأصيلة وبخرائطه ورسوماته النادرة.. وبناء دار الوثائق التي تكلفت أكثر من مائة مليون جنيه ومن أجل اكتمال سيمفونية الوفاء والحب أرسل أكثر من مندوب إلي انجلترا وفرنسا ليجمعوا كل ما كتب عن مصر خلال القرنين 18. 19 ليضمه إلي دار الوثائق.
أبدا.. ليست هذه شخصية فنان وأديب فقط أيها الشيخ الجليل ولكنها شخصية عاشق ولهان لتراب هذا الوطن.. الذي يؤثر البسطاء قبل العظماء.. فخلال سفري إلي تونس.. فوجئت بمشاعر جارفة من الحب المغلف بالأجلال والاحترام والتمني الشديد لمجرد ان تسير الاقدام علي التراب المصري وسألتني الصديقة التونسية المرة القادمة ان احضر لها بعضا من رمال سيناء تلك الأرض المباركة التي شهدت أول الرسالات السماوية.. ولن أنسي سليمة الصحفية الجزائرية وهي تناولني ايشارب حرير يجمع بين اللون الأزرق النيلي والأخضر وتوصيني ان ألقي هذا الايشارب في النيل لعله يكون رسول حب يعبر عنها وعن مشاعرها الفياضة لعشق نيل مصر وكل أمنياتها ان تجلس علي ضفافه تحت احدي الشجرات الوارفة.. وبعدها لا تريد شيئا من الدنيا.
* أثناء وجودي في الأردن ووسط أصدقاء أردنيون فوجئت انهم يطلبون مني ان أشدو ببعض من أغاني أم كلثوم وكانت صدمة كبيرة لي فأنا لا أملك صوتا عذبا ولا أذنا موسيقية فاعتذرت بكثير من الخجل وقليل الأصرار وطلبت أن نغني جميعا بشكل جماعي وخاصة اننا جميعنا نركب مركبا شراعيا في خليج العقبة وتمايل المركب طربا للغناء الجماعي علي انغام أم كلثوم وعبدالوهاب ولأكثر من ساعة جذب كل من في المركب ومن جميع الجنسيات ليشاركوا حالة النشوة المصرية بدرجة 100% وكانت أسعد لحظات حياتي وأنا أطير فرحة بالسعادة التي أراها تعلو الوجوه لدرجة ان صحفي ألماني قال لي ان هذه اللحظات لن تتكرر في حياته كثيرا.
والأجمل.. أثناء اقامتي في فرنسا.. كانت صديقتي كريستين والتي تعد رسالة دكتوراه عن المصريات تعقد شبه صالون أدبي في البارك القريب من المنزل الذي أقيم فيه والصالون يدور حول مصر والمصريين وأحوالهم ومدي العظمة التي يراها الفرنسيون في الشخصية المصرية.. والأجمل بكثير انني وجدت مقدمة رسالة صديقتي اهداء للشخصية المصرية المعاصرة والتي تعد امتدادا جينيا لشخصية المصري القديم وفي نهاية المقدمة شكر خاص لي لأنني أثريت الصالون واتحت فرصة للآخرين ليعبروا عن هذا الحب الجارف لكل ما هو مصري.. وها أنا أطير سعادة مرة أخري وبطريقة أخري في حب مصر.
هذا جزء يسير من فيض كثير لمخزون داخلي ينصب كله في حب مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف