المساء
أحمد عمر
الغلطة في البلاص
يهمس حكيم قريتنا لمن بجواره في مجلس العرب فيطرقون رءوسهم وقد وصل إليهم المغزي المشفر في جملته السحرية "الغلطة في البلاص" ويستقبلها المتضرر كأنها إشارة يعمد بعدها إلي احتواء الموقف ولملمة الشكوي.
نعم البلاص هو تلك الآنية الفخارية البيضاوية المصنوعة من الطمي القناوي الأبيض لتخزين الجبن والعسل الأسود ونقل المياه ولم يكن يخلو منها بيت غني أو فقير.. وكذلك علمنا الأخطاء أن للكل منها نصيباً منذ مقولة السيد المسيح "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر" ويقال إن سيدنا عيسي سأل المرأة المتهمة بالزني عقب انصراف القابضين عليها "أما أدانك احد"؟ فردت "لا يا سيد" فأجابها عليه السلام "ولا انا ادينك.. اذهبي ولا تخطئي".
أما المغري من الرسالة التي ينقلها الحكيم في جوف البلاص فهي أن الخطايا كالنيران الصديقة تؤذي أصحابها.. وإن أخطاء المجني عليهم تتسبب احيانا فيما يقع عليهم من ضرر.. كمن يشكو عقوق أبنائه وقد كان عاقا بوالديه.. أو يتضرر من عزلته وهو البخيل الظالم.. والشعوب تستحق حكامها.. والحكومات تخطيء والشعوب تدفع الثمن عثرات هنا وهناك لكن تظل المسيرة ماضية طالما بقي الحكماء والناصحون.. في برلمانات حية ومنصات قضاء عالية واعلام يغلب عليه الرشد.. ومنابر دينية تفهم جوهر رسائل السماء.. بلاص حكيم قريتنا لم يعد يكفي إشارات التصحيح المنتظر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف