الجمهورية
محمد نور الدين
من الآخر .. من هنا.. البداية
صارت المواجهة "الشاملة" حتمية.. لدرء المظهر الواهم الذي يحيق بالجميع دون استثناء.. وباتت "الجماعية" ضرورة لدحر الإرهاب الأسود الذي يهدد حياة الآمنين والأبرياء.. وأصبح "التناغم" ملحاً.. لنشر مظلات الامان والاستقرار.. وإحداث النهضة الشاملة.. وإرساء قواعد العدالة والانصاف.
لن تصفق يد "القائد" وحدها.. ولن تنجح المواجهة الأمنية من غير مساندة ودعم من كافة الاطراف والفئات.. ولن يثمر "التصدي" إلا بتوهج "الوطنية" وإيقاظ مشاعر الولاء والانتماء.. وبث النشاط واليقظة في أوصال جميع الهيئات والقطاعات والمؤسسات.. كل يجد في مجاله.. ويتميز في تخصصه.. ويتفوق في واجباته.
البداية هكذا.. التي ينبغي أن تتقدم وتستمر وتعلو مهما طال الأمد.. وإشارة الانطلاقة لابد وأن تنبعث من مؤسسة الأزهر الشريف منارة العلم والدين الصحيح.. بالعمل علي تجديد الخطاب الديني.. وتصحيح المفاهيم المغلوطة.. وإحياء التعاليم السمحة والوسطية.. وتجديد الدعوة بالموعظة الحسنة وتطهير الصفوف من المتشددين وأدعياء الفتوي..!!
النهوض بالمنظومة التعليمية.. عامل رئيسي في المواجهة الحاسمة.. لتحديث المناهج.. ومواكبة تطورات العصر.. وتثبيت القيم والمبادئ في نفوس الصغار.. وتجديد أساليب النصح والإرشاد.. كما أن البرلمان عليه إحداث ثورة في التشريعات.. بالتخلص من القوانين البالية.. ووضع المواثيق التي تكفل الاصلاح والنهضة وتتيح لكل السلطات إداء مهامها علي أكمل وجه.
أداء "الوزراء".. يجب أن يرتقي لمستوي الأهداف المنشودة.. وحان الوقت لكي تكف الأيادي عن الرعشة.. وفي المقابل لابد من تهيئة المناخ للسلطة القضائية حتي تؤدي رسالتها السامية.. بوضع التشريعات الرادعة.. وتيسير الإجراءات الحياتية التي تحقق العدالة الناجزة.. وتضرب بيد من حديد فوق رءوس المخربين والمجرمين..!!
دور "الإعلام" حيوي جداً في المواجهة الشرسة.. فلابد أن يتخلي عن الإثارة والتشكيك.. ويلتزم بالنزاهة والشرف.. ويؤدي مهمته بوعي وإدراك للصالح العام.. ويتحلي بالوطنية.. ويساند لبقاء وبناء الدولة.. ينشر الحقائق وفضح الاكاذيب وبتقديم البرامج الهادفة والجادة التي تحصن المشاهدين من أصحاب الضلال والبهتان..!!
أما المواطن.. فدوره أكبر وأهم.. بالتخلص من النرجسية.. وبإيقاظ الضمير وإصلاح الذمة وبإداء واجبه بإخلاص.. وبالانضمام إلي صفوف العطائين والبنائين تعاونه بالطبع وتسانده الاجهزة الرقابية.. بإنقاذه من بين براثن المتاجرين بالأقوات.. والمتلاعبين بالمشاعر والاحتياجات.. والجاثمين فوق صدره بالنهب والاستغلال..!!
لقد وضح وثبت أن "الانعزالية".. و"الفردية" تتيح للإرهاب أن يفرض سطوته.. ويحقق أغراضه القاتلة.. ولم يعد هناك مفر.. من استنفار "الجميع" واستنهاض الهمم.. وعزف نغمة موحدة.. أساسها التكاتف.. والتلاحم.. والترابط.. والحب واليقظة والعطاء غير المجذوذ.. والاخلاص في العمل.. والبسالة والصرامة في المواجهة.. وبتجديد الاساليب وتحديث الأدوات وتطويد التشريعات.. وباصطفاف كل الافراد وجميع الهيئات وكافة المؤسسات.. خلف الهدف الأكبر والأعظم.. "إرساء صروح الامان والعدالة والاستقرار.. والعيش الكريم".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف