الأهلى
حسن عثمان
من القلب ..الأهلى أغنى أندية العالم برجاله المخلصين
بداية يجب أن نعترف أن خوان كارلوس جاريدو هو المدير الفنى الوحيد الذى حصل على ما لم يحصل عليه غيره من المدربين الأجانب الذين سبق أن تعاقد معهم الأهلى من فرص وطولة بال يمكن وصفها بصبر أيوب .. اذا جاز التعبير وذلك على أمل أن يتدارك ما يرتكبه من أخطاء من النوع الخايب دون جدوى !!
معتبرا نفسه أبو زيد الهلالى فى عالم التدريب وأكبر من أى انتقادات يمكن أن توجه اليه .. وكأنه يعيش فى بلد آخر وليس لديه من يترجم له ما يكتب عنه فى الصحف .
وما يقال من انتقادات لاذعة فى استديوهات التحليل بالقنوات الفضائية وأن الجماهير التى تعودت على انتصارات فريقها باتت تطالب بالاستغناء عن خدماته .
المدهش والمؤسف والمثير للجدل أن السيد المدير الفنى الأسبانى الذى وجد كل هذا الاهتمام من قبل مجلس الادارة منذ لحظة وصوله الى مصر غاب عنه أنه جاء ليتسلم فريقا نجح فى الحفاظ على لقب بطولة الدورى العام " بطولة الأهلى المفضلة " فى ظروف شديدة الصعوبة تصدى لها بشجاعة أحد أبناء النادى المخلصين بنجاح ويظل ذلك وساما على صدره واضافة بارزه فى سجل تاريخه المشرف ، وأشك أن ذلك لم يكن معروفا لديه أو لم يقال له قبل توليه مهام منصبه .
بدعوى أنه جاء ليبنى فريقا جديدا والأيام أثبتت غير ذلك على أرض الواقع ليظل الأهلى فريق البطولات امانى من غياب تشكيل شبه ثابت له ملامحه المميزة .
وبصرف النظر عن فوز الفريق بكأس السوبر المحلى بضربات الجزاء الترجيحية .. أول بطولة تضاف الى سيرته التدريبية .. كان التخبط والارتجال فى تشكيل الفريق واختياراته للاعبين فى مباراة لأخرى وتغير مراكزهم تأثيره الواضح فى عدم ايجاد توليفة من اللاعبين الصاعدين الواعدين الذين دفع بهم كابتن فتحى مبروك لسد الغيابات التى يعانى منها الفريق بسبب الاصابات والاستفادة باللاعبين الكبار أصحاب الخبرة لايجاد فريق يلعب وفق رؤية فنية السمة الرئيسية التى أثبتت لكل مشجع فاهم وليس ناقدا متخصصا أن اختيار هذا المدير الفنى لم يكن الاختيار الذى يمكن أن يحافظ على مكانة الأهلى أكبر أندية مصر شعبية وأكثرها حصدا للبطولات محليا وأفريقيا للحصول على لقب نادى القرن .. وأنه النادى الذى اشتهر بباعث الفرحة فى قلوب المصريين .
جاء جاريدو ليضع نفسه باختراعاته فى مواقف لا يجد عليها .. وليقف على خط التماس فى المنطقة الفنية يضرب أخماسا فى أسداس يفكر معظم الوقت فى كيفية الخروج من هذه الأزمات .. وهو ما دفع جماهير النادى أينما وجدت للمطالبة بابعاده واسناد المسئولية الى مدير فنى من أبناء النادى الذين سبق أن أكدوا كفاءتهم ونجحوا فى الحفاظ على شكل أداء الفريق وانتصاراته وبطولاته والأمانة تقتضى الاشادة بحسام البدرى الذى تصدى لتحمل المسئولية بعد أن قرر مانويل جوزيه الرحيل ، وكان ذلك عقب اعلان نجوم الفريق عن رغبتهم فى الاعتزال .. فكان لحسام الفضل فى الدفع بعدد غير قليل من اللاعبين الصاعدين صغار السن ونجح بهم فى الاحتفاظ بلقب بطولة الدورى العام وانتزع بطولة أبطال أفريقيا بالفوز الغالى المستحق الذى انتزع به اعجاب واحترام الشعب التونسى الشقيق فى عقر داره ، والأمانة تقتضى كذلك عدم تجاهل .. بل الاشادة بما حققه محمد يوسف من بعده وأدخل به الفرحة فى قلوب المصريين .
وعودة محمودة للكابتن فتحى مبروك الذى سيظل يضرب بشجاعته وانتمائه لناديه الذى لا يقبل المزايدة وكذلك اخلاصه الذى يضرب به المثل .. وبدأت نتيجة لمساته بعد توليه المسئولية الأسبوع الماضى بثلاثية نظيفة فى مرمى فريق النصر ، كانت بمثابة اعلان واضح لعودة روح الفانلة الحمراء .. وتأكيد القيمة الحقيقية لعلاقة المدير الفنى صاحب الشخصية باللاعبين ، والتى تتسم بالحب والاحترام المتبادل وتفرض أول ما تفرضه الالتزام بمبادئ الأهلى وتقاليده وانعكاس ذلك بشكل أفضل وأكثر ايجابية فى اللقاء الثانى الذى انتهى لصالح الأهلى برباعية نظيفة فى مرمى طلائع الجيش .. والنتيجة باختصار شديد تعكس مستوى الأداء الجيد الذى قدمه الفريق وهذه الروح التى اتسم بها التعاون بين اللاعبين فى أرض الملعب ، وتؤكد قدرة المدير الفنى الواعى الذى يملك أدوات القيادة واستخدام قدراته لمصلحة فريقه التى ظهرت على وجه عماد متعب وكذلك جدو الذى جاء اشتراكه فى التوقيت المناسب فكان الهدف الرابع وكانت فرحة كل زملائه ومحبيه .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف