الأخبار
شريف خفاجى
الأسماك.. والارتفاع غير المبرر!
لست ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة، ويفرضون نظريتهم علي كل حدث يقع، ولكني هذه المرة، وجدتني مختلفاً، فالأمر بالفعل يحمل غموضاً يستعصي تقبله.
وأتحدث هنا عن لغز الارتفاع المفاجئ في أسعار الاسماك، فهذا الارتفاع الذي يبدو غير مبرر، إذا ما ربطنا بينه، وبين المشروعات التي تم الإعلان عنها للاستزراع السمكي، والتي بدأ بعضها العمل بالفعل، لتوفير الاسماك كبديل للحوم والدواجن بأسعار مناسبة، يجعلنا أمام علامات استفهام كثيرة تبحث عن إجابات!
ففي الوقت الذي كان المواطنون ينتظرون توافر الاسماك فيالأسواق، بأسعار مخفضة عما هي عليه، فوجئوا بالأسعار تقفز متضاعفة، لتصل إلي أرقام غير مسبوقة، خاصة في نوعيات الأسماك التي يقبل عليها البسطاء، مثل البلطي، الذي كان يتراوح سعره بين ٦ ، ٨ جنيهات ولا يتجاوز العشرة جنيهات، فقد قفز السعر إلي الثلاثين جنيهاً وأكثر في بعض المناطق، ولم يقتصر تضاعف السعر علي أسماك البلطي فقط، ولكنه امتد لكل الأنواع!
أليس فيما حدث غرابة وغموضاً، يدفعان أي إنسان للتفكير وفق فكر المؤامرة، وبأن هناك من يريد أن يفشل ويجهض أي مشروعات تحمل الأمل والخير للناس.
ولماذا ذلك التوقيت للارتفاع غير المبرر في الأسعار. لماذا لم ترتفع من قبل، وجاءت بعد البدء في تنفيذ مشروعات الاستزراع السمكي، والتي تم الكشف عن انتاجياتها الكبيرة؟
إيضاً التبريرات التي تزامنت، مع الارتفاع، والتي كان أكثرها علي مواقع التواصل الاجتماعي المشبوهة، وأشارت إلي أن السبب يرجع إلي تصدير الأسماك للخارج، الأمرالذي أدي إلي نقص كبير في الكميات المطروحة بالأسواق وهو توجه يصعب تقبله عقلاً، وللأسف لم يتم نفيه أو تأكيده من المسئولين لإعلام المواطن بالحقيقة أولاً، ولدحض أي معلومات خاطئة من شأنها إثارة مشكلات وهمية.
المأساة أن مثل هذه المشكلات، يدفع ثمنها المواطن البسيط، الذي يجد نفسه مجبراً علي تحمل أعباء تفوق قدرته في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وأن هناك دائماً، فئة مستفيدة، تستغل الفرصة لمص دماءالغلابة، لجني أكبر قدر من المال، وللأسف دائماً ما يفرون بما استولوا عليه من أموال دون وجه حق، لتجد الدولة نفسها في مأزق تعويض المواطن عما لحق به، وما أصعبها من حقيقة مؤلمة، لصوص تسرق وتحقق الثراء من المال الحرام، ودولة يعاني اقتصادها تتحمل ما يفوق قدراتها، نتيجة جرائم الفاسدين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف