الأهرام
سعاد طنطاوى
الإسلاموفوبيا.. كارت لوبان للوصول إلى الإليزيه
مارين لوبان , مرشحة اليمين المتطرف الفرنسى لرئاسة الجمهورية نددت فى لقاء صحفى لها اول امس مع صحيفة "20 مينيت" الفرنسية، بصلاة المسلمين فى الشوارع خاصة أيام الجمعة، أو المناسبات التى تحمل طابع دينى، وتعهدت إنها حال ترشحها سوف تصدر قانون يحظر تلك الممارسات وأن عقاب المخالفين سيكون شديد وغليظ للغاية،
لأن قواعد الجمهورية ليس ملك لفئة دون أخرى، وكذلك لا يحق لأحد فرض معتقداته على الجميع بل وتوعدت بخصوص صلاة المسلمين فى الشوارع بفرض سياسة قاسية وصارمة على البلاد بعد أن تتولى منصب رئيس الجمهورية الفرنسية، مؤكدة أن صلاة الشوارع حسب قولها لن تتكرر من اللحظة الأولى لولايتها ويبدوا انها فاقت من حدتها وادركت ذلك بقولها "أنا أحترم جميع الأديان والمعتقدات، والإيمان هو احترام للقواعد، وهو ميثاق شخصى، والشارع هو مكان عام ليس مخصص للأديان.

• اللافت للنظر ان تصريحات ماريان حول صلاة المسلمين فى الشوارع لم تكن المرةالاولى فسبق ل "مارين لوبان " ابنة زعيم اليمين المتطرف جان مارى لوبن صاحب التصريحات المثيرة للجدل ومؤسس الجبهة الوطنية وان شبهت فى خطاب لها فى ديسمبر 2010 أمام أنصار حزبها فى مدينة ليون بوسط فرنسا – صلاة المسلمين على بعض أرصفة المدن الفرنسية بالاحتلال النازى لفرنسا وهو ما دعى جان فرانسوا كوبيه لوصفها بإنها نفس شخصية والدها تماما" ولديها "التقنيات نفسها" و"الخلط نفسه" و"التصريحات نفسها كما وصفتها الناشطة البيئية سيسيل دوفلو بانها "ليست أفضل من والدها" مؤكدة أنها تؤجج "المخاوف والأحقاد" وتتوسل وسائل عنصرية

وبسبب تلك التصريحات أجرت النيابة العامة في ليون تحقيقا أوليا بحقها بتهمة "التحريض على الحقد العنصري". حيث أثارت أقوالها استنكار الجمعيات المناهضة للعنصرية وأدت إلى رفع شكويين من جانب رابطات مناهضة للعنصرية ومناهضة لمعاداة الإسلام. وأغلق التحقيق بدون نتيجة فى سبتمبر 2011 لكن إحدى الجمعيات رفعت القضية إلى كبير قضاة التحقيق في ليون وفتح تحقيق قضائي فى يناير 2012 وعندما رفع البرلمان الأوروبي في الثاني من يوليو 2013 الحصانة البرلمانية عن مارين لوبان، فتح الطريق أمام توجيه الاتهام لها في العاشر من يوليو 2014.

وفي 11 سبتمبر التالي طلبت النيابة العامة إحالتها على محكمة الجنح بطلب من النيابة العامة ومازالت عند رأيها حتى وهى تتقدم للترشح للرئاسة مما يعنى انها تستخدم الاسلاموفوبيا كارتا للوصول الى الاليزية ! فهى تحاول اللعب بمشاعر الفرنسيين الذين يعيشون فى رعب منذ أكثر من عام ونصف إثر الهجمات الإرهابية التى تنال من العاصمة باريس وغيرها من الضواحى، مستغلة تلك الحجة (كارت الإرهاب) فى محاولة تحقيق أهدافها فى طرد المسلمين واللاجئين وهدم أو إغلاق المساجد، ودائما ما تصور لوبان نفسها بكونها الأدرى بشئون البلاد وأن الحفاظ على هوية الجمهورية الفرنسية يكون فى انتخابها هى دون غيرها وهو ما كان واضحا فى المناظرة التى ضمت مرشحى الرئاسة الاحدى عشر ، إذ شددت لوبان على ضرورة ردع الإرهاب الذى يأتى عن طريق الحدود فى تلميح منها على المهاجرين، التى هى فى الأساس لا ترحب بهم!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف