الأخبار
نوال مصطفى
حبر علي ورق
المشهد السوري الآن يعيد إلي الأذهان ما حدث في العراق، وما صارت إليه الأمور بعدما تدخلت أمريكا عسكريا، وأسقطت صدام حسين، ثم عاثت في الأرض دمارا وتخريبا، لم تتعاف العراق منه حتي الآن!
ما الذي يحدث في سوريا ؟ وهل قرر ترامب تحويلها إلي عراق أخري؟!!! 59 صاروخ توما هوك أمريكي تم توجيهها إلي قاعدة »الشعيرات»‬ الجوية بسوريا. وأعلنت واشنطن أن هذه الضربة جاءت ردا علي الهجوم الكيمائي في »‬ خان شيخون» الذي اتهمت الحكومة السورية بتنفيذه. بينما أعلنت الرئاسة السورية في بيان لها أن الضربة الأمريكية تعد تصرفا غير مسئول وعدوانا جائرا وسافرا، راح ضحيته تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال، كما أصيب سبعة آخرون.
ردود الأفعال للضربة الأمريكية علي سوريا جاءت متناقضة، متضاربة، فبينما رحبت المملكة العربية السعودية والبحرين بالضربة، واعتبرتها ردعا مطلوبا للرئيس بشار الأسد، وضغطا لإسقاطه، استنكر آخرون بينهم روسيا ذلك الهجوم واعتبروه انتهاكا واضحا للقانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة.
أما مصر فقد أصدرت وزارة خارجيتها بيانا أكدت فيه أنها تتابع بقلق بالغ تداعيات أزمة »‬خان شيخون» التي راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين الأبرياء بتأثير الغازات السامة المحرمة دوليا، وما ترتب علي ذلك من تطورات خطيرة.
و دعت مصر كلا من الولايات المتحدة وروسيا إلي التحرك الفعال علي أساس مقررات الشرعية الدولية،.
الغريب أن اسرائيل أعربت عن سعادتها بإبلاغها من حليفتها الولايات الأمريكية بالضربة الجوية قبل القيام بها وقالت إن هذا يؤكد قوة العلاقات بين الدولتين. بالطبع لابد أن تصطاد في الماء العكر، وتستغل أي حدث لصالحها.
أنا شخصيا لا أحب بشار الأسد، ولا أؤيد المجازر التي تجري علي الأراضي السورية منذ ست سنوات وحتي الآن، لكني لا أعتقد أنه الفاعل الحقيقي في مأساة »‬ خان شيخون» فما الذي يدعوه إلي إثارة الرأي العام العالمي عليه الآن وهو في أشد الحاجة إلي تجميل صورته أمام العالم ؟ هل يمكن
أن يكون بشار الأسد غبيا إلي هذه الدرجة؟ لا أعتقد!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف