الجمهورية
يسرى السيد
رقعة الشطرنج بين مصر "السيسي" وأمريكا "ترامب"!!
كتب علي مصر وشعبها ورئيسها الآن ان يجلسوا علي مائدة الشطرنج للعب اخطر مباراة مع مجموعة من امهر اللاعبين.. نعم هناك فروق كبري بين اللعبة الاصلية والواقع المتشابك الذي نعيشه ويشبه بكرة الخيط التي تعقدت خيوطها. وعلي اللاعب الماهر ان يفك الخيط تلو الآخر دون ان ينقطع او ينقطع خيط ثان !... أهم الفروق ان لاعبين فقط يجلسان امام رقعة الشطرنج الحقيقية. والفائز فيها هو الاذكي الذي يقول لخصمه: كش ملك.. لكن لا تكون النتيجه تمثل حياة او موت للاعبين انفسهما!!
اما الواقع السياسي الذي نعيشه يقول ان مصر وشعبها ورئيسها "السيسي" في جهة. وعلي الجهة الثانية يجلس لاعبون كثر. وعلينا ان نكسب المباراة دون ان نقول لاي واحد منهم كش ملك. لاننا نريد ان نقنعهم جميعا باننا كلنا فائزون.. يعني مباراة مصيرلنا وحياة او موت. نكون او لا نكون ومع ذلك علينا ان نقنع الجميع بانه لا يوجد خاسر فيها بل الكل فائز وليس مهزوما او متعادلا.. وعدم توفيقنا يعني اننا في خطر!!
* مصر "السيسي" في جهة.. وعلي الجهة الثانية تجلس امريكا "ترامب" والمانيا ميركل وفرنسا "هولاند" وبريطانيا "ماي" وروسيا "بوتين" والصين "شي جينبينغ" وايطاليا واليابان وكوريا والهند وايران واسرائيل وتركيا .. الخ ورغم صعوبة المباراة مع كل هؤلاء مجتمعين لكن الاصعب ان ينضم الي فريقهم بعض البلاد العربية التي تشتعل فيها النيران او التي تقوم بمهمة اشعال النيران في المنطقة!! مباراة صعبة والنتيجة.. اما نكون او لا نكون..لاينفع فيها عدم الانحياز. وفي نفس الوقت يكون للانحياز ثمن باهظ قد لا نقدر عليه!!
* مصر السيسي تريد علاقة شراكة مع امريكا "ترامب" بعد سنوات طويلة من التبعية والفتور والتآمر.. وفي نفس الوقت تريد علاقة مشابهة مع الصين وروسيا رغم تعارض التوجهات.. نريد سياحة روسية مع سياحة أمريكية وأوروبية.. نريد اسلحة روسية وصينية وفي نفس الوقت نريد اسلحة امريكية والمانية وفرنسية.. نريد مفاعلات نووية روسية مع محطات كهرباء المانية وصينية.. نريد محاربة الارهاب مع روسيا وفي نفس الوقت نشترك في مواجهته مع امريكا التي صنعته ودول تدعمه.. نريد تكنولوجية امريكية واوروبية ومصانع حديد صلب روسية ومصانع نسيج صينية.. وهكذا.. نريد حل الصراع العربي الاسرائيلي وفي نفس الوقت لا يملك العرب اي موازين للقوة أو أوراق ضغط..نريد انقاذ سوريا وشعبها وفي نفس الوقت نجد من يقف في سبيل ذلك من الاشقاء العرب من هم اكثر بغضا لذلك عن اسرائيل نفسها!!
للأسف الشديد تلعب مصر السيسي مع كل هؤلاء دفعة واحدة وعليها القفز من بين حلقات النار المشتعلة ووتفادي الشراك المنصوبة والالغام المزروعة.. ولا يقف الامر عند كل هؤلاء في الخارج بل يشوشر علي مصر وشعبها ورئيسها اصوات من الداخل ¢تهرطق وتشوشر¢ بالجملة الشهيرة: كش ملك... رغم اشادة البعض في الخارج بمهارة مصر في القفز من حلقات النار وتفكيك الالغام وتجاوز الصعاب!!
* تعالوا معي نحاول ان ننظر للاعب الروسي الذي يغازلنا بسياحة يمسك بها رغم انه يرسلها لتركيا التي اسقطت له طائرات عمدا وتآمرا. وليست اهمالا وغفلة. وقتل علي ارضها السفير الروسي من قبل رجل امن تركي عينته لحماية القتيل.. الخ.. وفي نفس الوقت تحدث مماطلات مقصودة او غير مقصودة للبدء في بناء مفاعلات نووية او لتطوير مصانع الحديد والصلب.. الخ.
والسؤال هل اللعب مع الكاوبوي الامريكي سيكون علي حساب الدب الروسي كما حدث طوال السنوات الماضية منذ اعلن الرئيس انورالسادات الارتماء في الحضن الامريكي باعتباره يملك 99% من اوراق اللعب مع اسرائيل ام ستكون المهارة ان نكسب بها الطرفين الروسي والامريكي في آن واحد خاصة ان الاستغناء عن احدهما سيعرقل المسيرة.. ويبقي السؤال هل سيسمحان بذلك؟
نعم لغة المصالح هي التي يفهمها الجميع لكن هل سيتفهمون ايضا مصالحنا؟
هي مباراة صعبة أو قل مئات المباريات في مباراة واحدة تحتاج لمايسترو أو بلغة الشطرنج "استاذ" للفوزبها.. اسف استاذ يقنع الجميع بان الكل فائز ونحن معهم..هذا الاسبوع كانت المباراة ناجحة في البيت الابيض بين الرئيس السيسي والرئيس الامريكي دونالد ترامب وعلينا ان نستفيد بنتائجها مع باقي اللاعبين: الروس والصينيين والالمان والفرنسيين.. الخ
ومع ذلك هناك الاف الاسئلة علينا دراستها:
أمريكا "ترامب" صديقة لمصر "السيسي"
* قالها الرئيس ترامب اكثر من مرة وباكثر من شكل اثناء زيارة الرئيس السيسي للبيت الابيض.. امريكا ترامب صديقة لمصر السيسي وسوف يتم ترجمة ذلك باذن الله في الشهور الماضية.. في صورة استثمارات ومشروعات لكن هناك بعض القضايا التي تستلزم منا دراستها جيدا مثلا:
المعونات الأمريكية والموازنة الجديدة!!
* تتسرب بعض الانباء قد تكون صحيحة او غير صحيحة. لكن علينا ان نتعامل مع كافة السيناريوهات من هذه الانباء ان الموازنة الامريكية الجديدة التي ستعرضها ادارة ترامب علي مجلسي الشيوخ والنواب خلال الفترة القادمة ليس بها بند المساعدات الامريكية لمصر. فاذا صحت الانباء ماذا سنفعل؟ وهل ستشكل مشكلة لنا سواء كانت في شكل مساعدات عسكرية في صورة قطع غيار لاسلحة امريكية يستخدمها الجيش المصري او اسلحة جديدة تسعي اسرائيل بكافة الصور لحصرها في اسلحة خاصة بمواجهة الارهاب فقط.. او معونات اقتصادية تساعدنا في اللحظة الراهنة لتجاوز الازمة الاقتصادية؟!
القضية الفلسطينية!!
* هل سيؤجل ترامب مثل من سبقوه قرار نقل السفارة الامريكية الي القدس واذا حدث ذلك هل سيعتبره العرب انتصارا كبيرا في الوقت الذي تتراجع فيه كل احتمالات التسوية السياسية شبه العادلة وتعتمد علي حل الدولتين. اي دولة فلسطينية الي جانب دولة الكيان الاسرائيلي.. طبعا يضعف هذا الامل يوما بعد يوم مع مايحدث في المنطقة من تنام لقوة اسرائيل بشكل سرطاني وضعف الدول العربية ايضا بشكل سرطاني.. ولان ترامب لا يفهم الا لغة البيزنس كيف سنقنعه بان اقامة دولة فلسطينية يمكن ان تساعد علي معالجة احد اسباب الارهاب والتطرف بالمنطقة.. هل سيقتنع ترامب وحليفه نتانياهو بالموقف العربي الذي وصل لدرجة من الضعف تغري الكيان الصهيوني بابتلاع ما تبقي من اراض غير مقسمة او محاصرة باسلاك شائكة في مستوطنات سرطانية متحدية بذلك كل قرارات الامم المتحدة؟!
الاخوان والارهاب!!
* علينا ان نستثمر النجاح الذي حققته هذه الزيارة في محاصرة تنظيم الاخوان الدولي. فاذا كنا نحارب الارهاب في المنطقة نيابة عن العالم علينا ان نطالبهم بمحاصرة هذا التنظيم وتجفيف موارده وعدم توفير البيئة الحاضنة له في العواصم الغربية خاصة بعد اكتواء لندن به.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف