المساء
حسام حسين
تطهير جبل الحلال
الإرهاب ثمرة خبيثة لآفة التطرف الفكري. ولا مناص من المواجهة الشاملة؛ لاجتثاث هذا الفيروس اللعين من جذوره. وفي ذلك يضطلع الأزهر بمسئوليته التاريخية في بيان صحيح الإسلام بمنهجه المعتدل. وتفكيك الفكر التكفيري والمنحرف. وتفنيد الآراء الشاذة للتنظيمات الإرهابية.. وفي ميدان المعركة. يقف بالمرصاد الأبطال البواسل من رجال القوات المسلحة والشرطة لمن تسول له نفسه العبث بالوطن أو الإخلال بأمن المواطنين.
نعم. مصر تخوض "معركة وجود"؛ فقوي الشر من أعداء الدين والوطن. بل وأعداء الحياة. يحاولون عرقلة مسيرة التنمية والإصلاح والبناء والتعمير.. وحقًا السلاح لمن يحمل في وجوهنا السلاح.
تعجز الكلمات عن وصف الدور البطولي لقواتنا المسلحة. في مرحلة فارقة من تاريخ الوطن.. يد تحارب الإرهاب. وقوي الظلام. ويد تبني وتُعمر مصر المحروسة.
في ملحمة بطولية جديدة. ورغم صعوبة التضاريس. والظروف الجوية القاسية التي تصل إلي صفر درجة مئوية. والمنحدرات والصخور الحادة.. استطاع أبطال ومقاتلو الجيش الثالث الميداني. فرض السيطرة الكاملة علي منطقة جبل الحلال. وتحطيم أسطورته الإجرامية. وتطهير الكهوف والمغارات من الإرهاب. وتنفيذ كل المهام باحترافية عالية. وتصفية العديد من التكفيريين في تبادل لإطلاق النيران. والقبض علي آخرين. وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات. ونسف مخازن العبوات الناسفة. وإحباط أي محاولات للهروب أو الدخول إلي الجبل. خلال مدة الحصار والاقتحام. وتمشيط كل الوديان والمسارب والقمم الجبلية.
في صورة مشرفة. تجسد بسالة قواتنا المسلحة.. كان أحد الجنود المصابين يلفظ أنفاسه الأخيرة. فتوجه إليه قائده ليساعده في إخلاء مكانه. لكنه طلب الاستمرار في الاقتحام حتي استشهد.. ورفض جندي آخر - توفيت والدته أثناء المداهمات - النزول من الجبل. للمشاركة في عزاء أمه. وأصر علي الاستمرار في المداهمات. ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء.
روح قتالية عالية.. منظومة متناغمة. علي قلب رجل واحد. كل الأبطال يقاتلون لهدف واحد: أمن واستقرار مصرنا الغالية. واسترداد حق شهدائنا الأبطال. الذين قدموا أرواحهم لتطهير هذه البقعة المقدسة من أرض الوطن.
تحية واجبة. لقواتنا المسلحة الباسلة. ولأهالي سيناء الشرفاء الذين تعاونوا معلوماتيًا. مما أسهم في تدقيق الدراسات الطبوغرافية. لجبل الحلال. والمسارب والدروب المؤدية إليه. وأماكن تمركز وانطلاق التكفيريين.
مصر. لن تركع أبدًا. وستنتصر علي قوي الشر والظلام. طالما ظل المصريون كتلة واحدة. ولن تفلح أي محاولات يائسة للوقيعة بين الشعب الأبي. وقواته المسلحة. التي سيكتب التاريخ بأحرف من نور. تضحيات رجالها البواسل في الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه.
تعظيم سلام للأبطال.. تحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف