المساء
خالد محسن
أنواء.. " البحر الميت"!!
هل من قبيل المصادفة البحتة اختيار منطقة "البحر الميت" بالأردن "أسفل" بقعة "جغرافيا" علي وجه الارض لعقد القمة العربية في دورتها الثمانية والعشرين والتي عبرت "مجازا" وبكل دقة بملوحتها الزائدة "الممجوجة" وغياب الكائنات الحية عن حال العرب الذي أصبح "لا يسر عدوا ولا حبيبا". فكل بلاد الدنيا تخطو سياسيا واقتصاديا إلي الامام وينتكس العرب دوما إلي الخلف وإذا تحركوا فخطوة إلي الامام وخطوات للوراء.
ولا عزاء للشعوب العربية "التواقة" للحرية والتغيير ونسف الخلافات واستعادة وحدة الصف العربي.
البعض قال إنها كانت قمة "ميتة" ولم تشهد الزخم المرجو. وأمطارها كانت "خفيفة" ولم تشهد أي "أنواء" تحرك مياه البحر العربي "الراكد" وآخرون رأوا أنها خطوة علي الطريق.
وبعيدا عن التوصيات التقليدية والتمسك بثوابت النزاع العربي الاسرائيلي والحقوق الفلسطينية وعودة المياه لمجاريها بين مصر والسعودية فلم تمس الجراح والخلافات العميقة بين العرب.
وفي تصوري أنه كان لازما ان تخرج القمة من هذا النفق النمطي المتوقع وأطر المجاملات الشكلية. والاشتباك مع الملفات والقضايا المهمة "المتقيحة" في كافة بؤر التوتر العربي وخاصة دول "وهم الربيع العربي" الذي لم يجلب لنا إلا مزيدا من الفرقة والتشرذم وزيادة أعداد المشردين والفقراء وتدمير البنية التحتية وأفسح الطريق لمخططات "التقسيم" وعطل مشروعات التنمية وبرامج التعاون العربي المشترك.
وتثور التساؤلات لماذا ترك العرب سوريا "فريسة" لمطامع الشرق والغرب وأصبحت "خاوية علي عروشها" مثلما كان حال مقعدها "الخالي" في القمة؟! ولم تتخذ قرارات فعالة لاستيعاب ملايين اللاجئين الفارين وإيجاد حلول نهائية للأزمة بعيدا عن تصورات ورؤي الشرق والغرب!
ولم يكشف النقاب عن استراتيجية محددة لدحر الارهاب والقضاء المبرم علي "داعش" واتخاذ مواقف حادة وحاسمة تجاه "ايران" والدول الداعمة للارهاب "صمتا وفعلا" وعلي رأسها "دويلة قطر".
أيضا إيجاد حلول "ناجعة" لازمتي ليبيا وفصائلها المتناحرة واليمن التي دمرت وأصبحت مثل سوريا نتيجة العناد ومكابرة الحوثيين والجماعات الارهابية.
وأيضا العمل علي تطوير دور الجامعة العربية لمجابهة المستجدات والتغيرات وموجات النظام العالمي "المتجدد" وإحياء فكرة السوق العربية المشتركة وتشكيل قوة ردع موحدة.
الشعوب العربية تطمح لما بعد القمة وتأمل وتتطلع لمصارحة ومكاشفة ومصالحة حقيقية لامجرد لقاءات روتينية "ديكورية" تجمل الصورة العربية "المشوهة" ويريدون وقفة ضد ما يحاك للأمة من دسائس ومؤامرات وربما تصل الرسالة يوما لمن يهمه الامر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف