التحرير
أيمن ابراهيم
سيادة الفنان.. المذيع!
شىء غريب وعجيب يحدث في الإعلام المصري، فلا تكاد توجد هناك فضائية ولا قناة إلا ويكون فيها فنان ليس كضيف، لا سمح الله، بل مقدم ويلعب دور المذيع. والعدوى انتشرت الآن لتجر الإذاعة أيضا، المعروف عنها الحزم والقوة فيمن يكون أمام الميكروفون. وعليه امتلأت الإعلانات في الشوارع بأن الفنان أو الفنانة يقدم البرنامج الفلاني على الراديو وعلى الشاشة.. فهل هذا الأمر عادي أم هناك خطأ في الصورة والمضمون؟ للإجابة دعونا ننظر إلى الوضع بصورة مقلوبة، أي حينما يقوم المذيع بالتمثيل، وهي حالات معروفة للجميع، مثلا سمير صبري وإسعاد يونس وخالد أبو النجا وطارق علام وغيرهم.. على اختلاف التجارب، لكن الشىء الملاحظ في معظمها أنها تجارب ذات طابع خاص بمعنى الموهبة وكلام من ده كتير، وتظل في المجمل حالة منفردة. فعلى ماذا يدل المشهد الحالي سيادة الفنان المذيع؟ أولا: معروف عن الفنان الإتقان في لعب أي دور، وبالتالي لعب دور المذيع ما هو إلا دور في النهاية يقوم بتمثيله ويتقاضى عليه أجرا في النهاية. ثانيا: بالطبع الأجر سيكون مضاعفا عن أي عمل يقوم به الإعلامي، نظرا لأسعار الممثلين في السوق ووقت الممثل وغيره من هذا القبيل. ثالثا: انس حاجة اسمها مضمون في البرنامج أو الشاشة لأنك في الأول والآخر بتشوف الفنان وهو بيقدم فواصل من المنوعات يعني ضحك ولعب وجد وحب وعيش. رابعا: أموال تضخ كثيرا نظير أجر الفنان وأجر ضيوف الفنان من النجوم كذلك. أو ليس من الأولى ضخ هذه الأموال في شىء جديد ومضمون أنفع للناس أو حتى على سبيل التبرع. خامسا: ضعف الحالة في السينما، فلو كان الفنان منشغلا بعمل درامي أو سينمائي ما ذهب إلى التليفزيون. في الأخير أتساءل كأي مواطن عادي: أين دور النقابة الخاصة بالإعلاميين بعد تشكيل مجلسها التأسيسي وقرب خروجها للنور؟ هل ستضع معايير لعمل الفنان في مجال الإعلام؟ أو حتى معايير لغير الإعلاميين في العمل أمام الشاشة مثل زملائنا في الصحافة وغيرهم؟ والسؤال الأهم: هل هذه التجربة سيادة الفنان المذيع ستجني أرباحا مادية لكل من خاضوا التجربة؟ بالنسبة للفنان الإجابة واضحة، أما للقنوات فالإجابة معلقة!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف