فيتو
أيمن سعد
على باب محافظ أسيوط!
قط لم تكن دواوين الحكومة أماكن مقدسة يجب عليك أن تخلع نعليك وتسلم متعلقاتك عند ترددك عليها، ولكن لدواعي أمنية وكاجراء احترازي تكون هناك تعليمات بترك الهاتف المحمول خارج قاعة الاجتماع أو خارج مكتب المسئول، إذا كان وزيرًا أو محافظًا وهو بالفعل أحد التدابير الجديدة والمقبولة في مواجهة تقنيات حروب الجيل الرابع التي لا يمكن لأحد أن ينكرها.

إن المشكلة التي يدور رحاها حاليًا بين محافظ أسيوط وبعض الصحفيين ونواب الشعب، كان من الممكن أن تدار بطريقة أفضل، خاصة أن ذلك التدبير الأمني لم يكن من وحي المحافظ، بل كان توجيه من رئاسة الوزراء حسبما أعلن المحافظ نفسه، كان ينبغي أن يكون القرار متدرجًا بأن يُطلب من المترددين على مكتب المحافظ ترك هواتفهم في سكرتارية المحافظ، ومن يتردد لحضور اجتماع عليه ترك هاتفه لدى فرد أمن القاعة، وهذا أمر معمول به في بعض الوزارات، وأعتقد أن هذا الإجراء كان سيكون أكثر قبولًا من أن يترك الصحفي أو النائب هاتفه على البوابة الرئيسية خاصة أن الموبايل أو اللاب توب هى أدوات الكتابة والمراسلة للصحفي، أما إذا كان الاجتماع لمؤتمر صحفي فمن المضحك أن نمنع الصحفي من الحضور بالموبايل أو اللاب أو الكاميرا!!

نعم حروب الجيل الرابع والخامس، لم تعد مرئية، لأن كل الأسلحة المكتشفة حتى الساعة تقتل أفرادًا معدودة على أصابع اليد الواحدة هذا من الناحية، ومن ناحية أخرى يستغل بعض المترددين تطبيقات التكنولوجيا من موبايل وتابلت في التسجيل والتصوير غير المبرر لمسؤلين داخل دواوين الحكومة دون إذنهم، فضلًا عن تصوير مستندات لها طابع السرية وهو أمر مغالِِ فيه وغير مسموح به، وعلى الأجهزة الأمنية أن تكون يقظة في التعامل السريع مع تلك المخاطر وتقديم التدابير والإجراءات التي ينبغي اتباعها حماية للوطن ومقدراته.

وما دمنا قد وقفنا على باب المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط، فسنذكره بمحطة مياه شلش بديروط، والتي من المزمع أن تخدم معظم قرى ديروط، والتي قد أشرنا إليها في مقال سابق بعنوان "محافظ أسيوط في زيارة سرية" والذي أعقبه بأسبوع زيارة علنية للمحافظ في يونيو الماضي لموقع المحطة، ولكن حتى الآن لم يتم تشغيلها، هذا فضلًا عن عدم تشغيل شبكات الصرف الصحي لديروط رغم البدء فيها منذ عام 1997!

ولعلي هنا أناشد المحافظ بسرعة إعادة رصف الطرق التي تربط قرى غرب ديروط بالصحراوي الغربي، خاصة ناحية ساو ودشلوط، حيث إن عرض تلك الطرق تقزم إلى 2 متر في بعض الأحيان وارتفعت نسبة الحوادث عليها بشكل غير مسبوق، هذا فضلًا عن الطريق الرئيسي الذي يربط ديروط بقرى المندرة ومسارة.

وما دمنا على باب المحافظ، يجب علينا أن نُشير إلى طلب أهالينا بقرية مسارة بديروط فالوحدة الصحية بمسارة كان يوجد بها طبيب مقيم لسنوات طويلة، وبدلًا من أن يتم تطوير الخدمة الصحية، تمت الاستعانة بطبيب متعاقد يقدم الخدمة الصحية حتى الثانية ظهرًا، والمفروض أن المرض ممنوع بعد الثانية ظهرًا.

سيادة المحافظ ليست مشكلة المحمول هى أم المشكلات، ولكن الإدارة المحلية تتطلب المزيد من الجهود الفعالة لتوفير الخدمات وتطوير بعضها، والاهتمام بالبنية الأساسية من طرق ومستشفيات ووحدات صحية ومدارس ومياه شرب، وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف