الجمهورية
د. محمد مختار جمعة
أصداء دولية
في ظل سياسة حكيمة وجهد ملموس لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي يدرك أي منصف أن مصر تستعيد وبقوة مكانتها الطبيعية علي الساحة الدولية. واستطيع أن أؤكد أن مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية السابع والعشرين الذي عقد في الحادي عشر والثاني عشر من شهر مارس 2017م بالقاهرة تحت عنوان "دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة التحديات" قد أحدث صدي دولياً إيجابياً غير مسبوق في تاريخ المؤتمرات الدينية. وعلي أقل تقدير بالنسبة لمؤتمرات المجلس الأعلي نفسه.
وقد سبقني الإعلامي المحترم الأستاذ فريد إبراهيم بإلقاء الضوء علي توصيات المؤتمر وعلي العديد من بحوثه. وغطت صفحة الفكر الديني بصحيفة الجمهورية التي يشرف عليها جانباً كبيراً من هذه الأصداء. وبخاصة لدي المشاركين في المؤتمر في مختلف دول العالم.
ويطيب لي أن أشفع ذلك ببعض الرسائل التي وصلتنا من كبار ضيوف المؤتمر وما صدر عن المجلس الأوروبي بشأن هذا المؤتمر. حيث نشر الموقع الرسمي للمجلس الأوروبي علي صفحته الرسمية صورة إحدي جلسات المؤتمر. وعلق عليها بأنه: "لا يمكن الحصول علي السلام - والمجتمع الشامل - من خلال تدابير أمنية لا يمكن أن تحقق سوي النظام العام. نحن بحاجة إلي أن يتعلم الناس العيش مع خلافاتهم وتحقيق ذلك. بحاجة إلي قادة محليين علي حد سواء يدركون هذه القضية ويصبحون علي استعداد للعمل مع المواطنين لجعلها حقيقة واقعة". وقال أندرياس كيفر أمين عام الأنظمة المحلية بالمجلس الأوروبي: "نظراً لتمثيل العديد من الدول الأعضاء في مجلس أوروبا في هذا المؤتمر. سنناقش كيفية ربط المنتدي رفيع المستوي بعقد القمة الثالثة لروساء البلديات ضد التطرف في تشرين الثاني - نوفمبر 2017م في برشلونة".
ووافانا السيد جيل بارنيو عضر البرلمان الأوروبي والمتحدث باسم لجنة شئون الشرق به برسالة ذكر فيها : "والواقع أن الموضوع الذي ناقشه المؤتمر هو القضية السياسية الأكثر أهمية في عصرنا: كيفية إحلال السلام والاستقرار في العالم الذي هو دائماً أكثر تحدياً من قبل التطرف والعنف الديني. فقد أتيحت لنا الفرصة لإلقاء نظرة عامة علي ثقافة التسامح والتعايش مع أسلوب الحياة المصري. وذلك من خلال زيارة أقدم مسجد في القاهرة. إلي جانب الكنائس القبطية. والمعابد اليهودية. بالإضافة إلي ذلك. فإن زيارة المدينة القديمة والمتحف المصري أظهرت الأمن والتنظيم الجيد للمرافق المصرية. فضلاً عن التراث المثير للإعجاب الذي يدين به العالم الغربي لمصر. عمل الدكتور محمد مختار جمعة يجب أن يكون موضع ترحيب ودعم. والتزامه بإصلاح الخطاب الديني. وتعزيز العلاقات الدينية داخل المجتمعات المحلية في مصر. ولكن ايضا بين الإسلام والعالم الغربي. توصيات هذا المؤتمر هي علي أجود المسار".
كما وافانا الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي ورئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا وعميد معهد ابن سيناء للعلوم الإنسانية برسالة أكد فيها أن: "انعقاد هذا المؤتمر متناولاً موضوعاً مفصلياً للخروج من الأزمات والفتن التي عمت العالم والعالم الإسلامي بالخصوص أتي باشتراك كل فئات المجتمعات المعاصرة في مواجهة الإرهاب وتداعياته. ومما ميز هذا المؤتمر أنه استطاع أن يلف حول نفس الدائرة كل من صناع القرار السياسي. ورجال الدين. وأساتذة الجامعات من العالمين الغربي والإسلامي. ناهيكم عن حسن تنظيم رفيع المستوي. إن من أهم مخرجات المؤتمر ضرورة الدعوة إلي التعاون الدولي لمواجهة التطرف العنيف المؤدي إلي الإرهاب. الأمر الذي يوقع جمهورية مصر العربية في الصدارة لأداء رسالة كونية موجهة لتحقيق السلم الاجتماعي والأمن العالمي. ووزارتكم في الأوقاف برهنت علي حسن المنهج الإسلامي المعتدل. مؤهلة لتفعيل شراكة بناءة بين كل الجهات المعنية بمحاربة الإرهاب وجماعاته".
إضافة إلي عدد من الرسائل الأخري المماثلة لمشاركين آخرين تدور في جملتها عن التعبير عن شكرهم وتقديرهم للحضارة المصرية وما لمسوه خلال المؤتمر من تسامح حضاري وإنساني يجب أن يكون أنموذج للتواصل الإنساني.
وامتداداً لهذا الدور الريادي المصري تنظم وزارة الأوقاف المصرية المسابقة العالمية للقرآن الكريم بفروعها المتنوعة في حفظ القرآن الكريم وتفسير وفهم أحكامه ومعاني مفرداته بمشاركة واسعة تشمل "65" مشاركاً من "45" دولة أكدت المشاركة حتي تاريخ نشر هذا المقال. إضافة إلي "7" محكمين من "7" دول. وهو ما نأمل أن يكون امتداداً لرسالة المؤتمر ودور مصر الريادي في مجالات حفظ القرآن الكريم ورعاية وتكريم حفظته. ونشر الفكر الإسلامي الوسطي. وحمل لواء ترسيخ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعاً. دون تمييز علي أساس الدين. أو اللون. أو العرق. أو الجنس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف