الوفد
أحمد بكير
قمم القذافى
رحيل الزعيم الليبى معمر القذافى أفقد القمة العربية حيويتها، فباتت مملة، كل ما فيها تكرار لما سبقها.. ورغم أن قمة الأمس فى العاصمة الاردنية كانت تناقش ملفات ساخنة إلا أن الكثيرين تابعوها ببرود وعدم اهتمام.. ولعل رحيل القذافى كان سببًا رئيسيًا فى عدم متابعة اجتماعات القمة، فالرجل ـ رحمه الله ـ كان يضفى على اجتماعات الحكام العرب حالة من المرح وجواً من الفكاهة والطرافة.
ولعل فى ذاكرة من عاصروه مشهده فى قمة الجزائر عام 1988، وهو يلبس قفازًا أبيض فى يده وسط دهشة الحاضرين، ولما اقترب منه الملك الحسن الثانى أشاح وجهه عنه ورفض مصافحته وقال القذافى له، لن أصافح يدًا صافحت يد شيمون بريز.. وبعد انتهاء الجلسة خلع القذافى القفاز وصافح ملك المغرب وسط ضحك الحاضرين.
وفى قمة شرم الشيخ عام 2003 فوجئ الحاضرون بالقذافى يدخل القاعة ومعه مجموعة من الفتيات الحسناوات، وفشلت محاولات رجال المراسم منعهن لولا تدخل الرئيس مبارك، الذى وافق على دخول ممرضته الحسناء الأوكرانية (جالينا)، لتجلس خلف القذافى ضمن الوفد الرسمى الليبى، وسط ذهول وضحك الحاضرين.
وفى قمة تونس عام 2004 وأثناء كلمة الرئيس زين العابدين بن على، ظل القذافى يدور بكرسيه يمينًا وشمالاً وهو ينظر إلى سقف القاعة، متجاهلاً الكلمة ومتجاهلاً الحاضرين، وفجأة انتفض وغادر القاعة، وسط ضحك الحاضرين واندهاشهم.
وفى قمة الجزائر عام 2005 وصف القذافى الفلسطينيين بالأغبياء وقال إن شارون عميل للفلسطينيين والعرب وسط ضحك الحاضرين، وفى المساء حضر إلي مأدبة أقامها الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة للزعماء الحاضرين، وكان معه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وظلا فى سيارتهما يتحدثان ويضحكان لمدة نصف ساعة ولم تفلح محاولات رجال المراسم والأمن فى اقناعه بالنزول وافساح الطريق لسيارات باقى الملوك والرؤساء التي اكتظ بها الشارع، وسط اندهاش وغضب وأيضًا ضحك المتابعين.
وفى قمة دمشق عام 2008 قال القذافى للحكام العرب المشاركين لم يعد هناك شىء يجمعنا سوى القاعات، فضحكوا، ثم فاجأهم بطلبه التحقيق فى اعدام الرئيس العراقى صدام حسين، وقال لهم «بكره الدور جاى عليكم»، فسخروا منه وضحكوا كثيرًا..
وفى قمة الدوحة عام 2009 وأثناء كلمة أمير قطر الشيخ حمد فى الجلسة الافتتاحية، فاجأ القذافى الجميع بمقاطعته وأخذ الكلمة وشنَّ هجومًا على العاهل السعودى الملك عبدالله، وقال: «أنا قائد أممى، وعميد الحكام العرب، وملك ملوك افريقيا وإمام المسلمين، ومكانتى العالمية لا تسمح لى أن أنزل لأى مستوى آخر»، وترك القاعة وخرج يتمشى فى الشوارع والأسواق.
وفى آخر قمة حضرها فى مدينة سرت الليبية عام 2010 تهكم وسخر من أمير قطر الشيخ حمد عندما قال ليس لدينا شىء نستطيع أن نسأل الشيخ حمد عليه عن عمله خلال رئاسته للقمة فى العام السابق، غير أنه ملأ الفراغ من القمة للقمة لأسباب تعرفونها وضحك وهو ينظر لأمير قطر، وضجت القاعة بالضحك عندما تنبهوا أن القذافى يسخر من سمنته وكبر حجم الأمير.
لم يعد ـ لدى أنا على الأقل ـ أى اهتمام باجتماعات القمة العربية، فلم يعد فيها ما يجذبنى لمتابعتها، خاصة بعد أن انتقدت الشىء الوحيد الحقيقى فيها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف