الجمهورية
اللواء د. محسن الفحام
ما بين الإرادة .. والإدارة
أتيحت لي مؤخرًا الفرصة أن ألتقي العديد من القيادات التنفيذية والإدارية في مناسبات متعددة خاصة بعد التعديل الوزاري وحركة المحافظين الأخيرة.. حيث كان لي لقاء مع بعض من ترك منصبه وبعض من تولي منصبًا.
وتطرق الحوار إلي نقطة جوهرية ثابتة لم يختلف عليها هذا أو ذاك وهي الرغبة أو الإرادة الصادقة لتحقيق النجاح في المهمة التي تم تكليفه بها أيًا ما كان الموقع الذي سوف يشغله أو الذي كان يشغله.. إلا أنه كان يصطدم دائمًا بالعديد من المعوقات التي تحول دون تحقيقه هذا الهدف وهذه المعوقات قد تكون إدارية أو في البشر أنفسهم الذين يعملون تحت رئاسته أو في المواقع المختلفة.
.. ومن هنا يحدث الفشل أو التأخير والتعطيل في تحقيق الأهداف التي يسعي إلي تحقيقها.. خاصة إذا لم يكن هذا المرشح لم يسبق له ممارسة العمل الميداني أو الإداري ولم يصطدم بواقع الروتين أو البيروقراطية العقيمة التي تعيق أي تقدم سريع أو نجاح مأمول.
أيها السادة.. لابد أن نعرف أن الإدارة الصحيحة الواعية والجريئة هي التي تقوم علي أساس علمي وموضوعي وليس علي اعتبارات شخصية وهي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الإرادة والأهداف المنشودة.. ولعل من أهم عناصر العملية الإدارية هو الإنسان نفسه.. فلا معني أن نهتم بالأوراق المكتوبة والماكيتات المنصوبة التي تعرض علي كبار رجال الدولة دون أن نهتم بالعنصر البشري الذي سوف يقوم بتنفيذها فلا معني إذن أن نهتم بالحجر دون أن نهتم بالبشر.
الإدارة هي تخطيط وتنظيم وتنفيذ ومتابعة.. وجميع تلك المحاور تتوقف علي العنصر البشري الذي سوف يقوم بها.
ان العملية الإدارية لا تعني أن يقوم القائم عليها مستوعبا لجميع مراحل إنجاز الأهداف.. فهناك وزارات في الخارج لا يشغلها أحد العاملين بها ولنا من هذه الأمثلة الكثير أبرزها حاليًا وزيرة الداخلية البريطانية والتي أصبحت الآن رئيسة للوزراء وهي لم تكن تعمل في أي جهاز أمني هناك.
نتحدث اليوم عن ذلك القرار الذي اتخذه مؤخرا مجلس الوزراء بالموافقة علي تعيين عددا من مساعدي ومعاوني الوزراء لمساعدتهم في تنفيذ أهدافهم.
ولنا في هذا القرار رؤية أتمني أن تؤخذ في الاعتبار أو علي الأقل تكون محل دراسة ألا وهي أن يتم اختيار هؤلاء علي أسس موضوعية مدروسة بكل عناية علي اعتبار أن الوزير المختص سوف يطرح رؤيته وإرادته لتحقيقها ويقوم من سوف يقع عليهم الاختيار لمساعدته أو معاونته بالجوانب الفنية والإدارية لتنفيذها.
وللحديث بقية..
وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف