الأهرام
محمد أمين المصرى
مركبة «مصطفى الضمرانى»
من حسن حظى أننى أذهب لعملى برفقة الأستاذ مصطفى الضمرانى الشاعر الكبير والصحفى الذى يذوب فى «الأهرام» عشقا، وحكاياتنا مع شاعرنا الصعيدى لا تنقطع طوال الطريق عن الفن والفنانين.

ولكم كان الأستاذ سعيدا يوم الإثنين الماضي، عندما كرمته الأوبرا المصرية بمناسبة احتفالها بالذكرى الأربعين لرحيل العندليب عبد الحليم حافظ، فالضمرانى لم يسعد بجائزة التفوق فى الآداب مثلما فرح بتكريم الأوبرا. فالمناسبة أعادته لذكريات ما قبل 5 يونيو 1975 قبيل إعادة افتتاح قناة السويس أمام الملاحة العالمية، وكان الرئيس أنور السادات قد طلب من الموسيقار محمد عبد الوهاب إعداد أغان وطنية بهذه المناسبة، ووقع الاختيار على أغنية الشاعر مصطفى الضمرانى «المركبة عدت» التى غناها عبد الحليم.. وتقول كلماتها: المركبة عدت وهــى ماشية والكل شايـفها بتتعاجـب\والضحكة آهى زادت وبـتغنى كان الأمل مغلوب صـبح غالب \رجعنا اللى راح يا بلدنا وفردنا الشراع يا بلدنا\وبعزم الرجال يا بلدنا خطينا المحال يا بـلدنا\يا ريس المركب ياريسنا خطوتنا بيك بتكمل يا ريسـنا\عدينا بـيك البحر خطينا بيك الصخر\وبقينا بك قـوة هزت كيان الدهر\وإنت زعيم الشعـب حارسنا يا ريسنا.ومن فرط سعادة الضمرانى بـ «المركبة» كونه الشاعر الوحيد من جيله الذى لحن له عبد الوهاب، ناهيك عن أنه الوحيد أيضا من جيله الذى لحن له رياض السنباطي، أى أن كلماته تحمل معانى خاصة جعلت لأنامل عبد الوهاب والسنباطى تدندن لها لنسمعها كأغان عظيمة.

وفى كل 5 يونيو يتذكر عبد الوهاب «مركبة الضمرانى» ليتصل بالسيدة سامية صادق رئيسة الإذاعة ليسألها :«حضرتك تسكنين أمام النيل..فكم مركبة تشاهدينها كل يوم؟» فيكون ردها «كتير جدا ولا أحسب عددهم» فيرد عليها «طيب فين مركبتي، ليه بتذيعيها مرة واحدة بس فى السنة». وطبعا تفهم سامية صادق مغزى سؤال عبد الوهاب، لتأمر بإذاعة أغنيته والضمراني، ليسعدا بها ومعهم كل المصريين.ويكتب للضمرانى أن المصريين عاشوا نصر أكتوبر مع أغنيته «ما تقولشى إيه إدتنا مصر قول هاندى إيه لمصر» والتى غنتها عليا التونسية وكانت من أولى أغانى النصر.

إنه الضمرانى الذى أبدع فى نقل صور حية عن شعراء جيله، ويحكى دائما عن إبداعاتهم ويؤثرهم على نفسه، ونادرا ما يتحدث عن شعره.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف