المساء
محمد فؤاد
دنيا صلاح عبدالله.. والإعلام!!
قرأت رسالتها بالمصادفة علي "الفيس بوك" وحتي كتابة كلماتي هذه. لا أعلم ان كانت مشكلتها قد تم حلها أم لا. ولكنها أثارت في نفس الوقت ما يعانيه سوق التوظيف في مصر من عثرات وعراقيل!!
تقول ان عمرها 27 عاما. تخرجت في كلية الإعلام منذ 6 سنوات بتقدير عام جيد جدا من قسم الإذاعة والتليفزيون ومشكلتها انها عندما أرادت تعمل فيما تخصصت فيه ودرسته وجدت ان المجال يحتله ويعمل فيه الكثير من غير المختصين!!
ما تعانيه "دنيا" وغيرها. قديم السنين ويتكرر علي مدار سنوات طويلة. والمشكلة الأكبر ان الدولة لم تبتكر حلولا واقعية ولم تضع قواعدا ثابتة أو قوانينا يعمل بها للتعيين بحيث يعمل كل في تخصصه للقضاء علي الواسطة والمحسوبية.
"قيراط حظ ولا فدان شطارة" هذا هو منطق التعيين في بلادنا. لذلك فإن "دنيا" قد تعثرت خطواتها كي تعمل مذيعة. وهو حلمها وتخصصها ومنتهي آمالها. بعدما وجدت ان المجال يعمل به 80% من غير الإعلاميين. كما ان الأمور فيه "ماشية بالحب والعلاقات مش بالشطارة" علي حد تعبيرها!!
تقول: انها لم تعمل سوي شهرين فقط خلال الست السنوات كمراسلة تليفزيونية لاحدي الفضائيات وليست كمذيعة وقد اثني عليها وعلي عملها وافكارها القائمون علي القناة غير ان البرنامج توقف فلم تيأس وبذلت محاولات مضنية لكي تجد فرصتها في هذا الزحام. ولكن ذهبت تلك المحاولات ادراج الرياح ولاتزال تأمل في عودتها مرة أخري!!
ورغم ان الرسالة الإعلامية تختلف في جوهرها وهدفها عن الرسالة الفنية. إلا ان الفنانين والموديلز هم من يسيطرون علي الاعلام رغم انهم غير مؤهلين لمثل هذا العمل. ولا اعتراض علي ذلك الأمر إذا توفرت الموهبة. ولذلك اقترحت الدكتورة نجوي كامل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إغلاق كليات الإعلام طالما لا يعمل بالمجال سوي الفنانين وخريجوها "قاعدين ع الرصيف"!!
ان أصحاب الفضائيات لا يهمهم إلا المكسب وليس سواه. ويلجأون للنجوم كواجهة لقنواتهم. وبلغة الإعلام "وجوه تبيع". لجذب المعلنين وزيادة عدد المشاهدين. كما ان الفنانين والرياضيين يقبلون العمل بها. حتي لا يخفت بريقهم ويستكملون دائرة نجوميتهم. قافزين علي أصحاب الخطوط الحقيقية!!
مشكلة أخري واجهت دنيا - ابنة الفنان صلاح عبدالله - وهي الالتحاق بنقابة الاعلام التي تشترط لعضويتها عددا معينا من سنوات الخبرة في العمل الإعلامي. ولذلك صرخت وقالت: طيب ازاي؟ هو حد اتاح لي فرصة اني اشتغل أصلا. ويبقي عندي خبرة. ايه الظلم ده؟!
ثم توجه رسالة أخري للمسئولين: أنا عاوزة اشتغل والتحق بالنقابة. أهلي ماصرفوش عليَّ وعلموني علشان اشتغل مذيعة قدام المراية!!
فهل ستجد لمشكلتها صدي؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف