المساء
خالد محسن
سخافات "الفرنجة"..!!
في دنيا الإعلام العصري الهادف البناء تطرح أفكار جديدة للبرامج. لها مبتغيات محددة تتواءم مع الحراك المجتمعي. سواء تربوية أو علامية. وربما لمجرد التسلية. أما أن تكون مجرد سخافات ومواقف عبثية بدون هدف. فهذا ما لا يقبله المنطق والعقل ولا الذوق العام ولا يليق بإعلامنا في تلك المرحلة.
وفي هذا السياق أتابع باستياء وضجر برنامج "الفرنجة" الذي بدأ موسمه الرابع ويعرض علي قناة النهار ويقدمه "هشام وأحمد وشيكو". وفي اعتقادي أنه سقطة من سقطات برامج الفضائيات العشوائية التي "ابتلينا بها" في عصر الفوضي. رغم أنه يرتدي ثياب السخرية و"الكوميديا السوداء" وتوصيف لأحوال "المنفضين ومكبري الدماغ والحلنجية" وأرباب ثقافة "الفهلوة والدهلكة والدهلزة والأونطة". ومحاكاة لأخلاقيات ومعاملات المصريين في المنزل والشارع ومكان العمل وفي النادي ومع الأصدقاء.
كما يعرض لصور النفاق والتسلق وادعاء السذاجة و"الشطارة" أحيانا. و"التعميم وتخدير الزبون". و"التريقة والاستهزاء" الي آخر صنوف الابتزاز والاستهبال. وهي وأخلاقيات سيئة وصور سلبية ينبغي أن نحاربها لا أن نفخر بها وننقلها للعالم!
انه تشويه لمجتمعنا وتدعيم لصورة ذهنية غير حضارية للمصريين. غسيل "غير نظيف" لدفتر أحوالنا في الخارج. في وقت نحن أحوج لتجاوز كافة الأزمات.
نعم عندنا صنوف من الفهلوة المصرية ولكن عندنا قاموس من الفضائل والأخلاق والسجايا لا تجدها الا في مصر من بينها التعاون والتكاتف وقت الأزمات والتكافل والإيثار و"الجدعنة والنخوة". وأيضا خفة الظل. وكلها شيم تعلي الهامات وترفع الرءوس بين الأمم.
ويجب ألا ننسي أن مصر علمت الدنيا فنون الأدب والعلم والأخلاق وقيم الحضارة. وكانت مهدا ومعبرا للديانات السماوية السمحة.
كنت أتصور أن يتصدي هذا البرنامج لتصحيح بعض الصور المغلوطة والمفاهيم والمعتقدات الخاطئة عن العرب والمسلمين ويناقش عادات وتقاليد بلاد "الفرنجة" ويكون رافدا وجسرا ثقافيا بين الشرق والغرب ولا يدور في هذا السيناريو "العبثي" المتكلف.
وأيضا ينقل صورا ايجابية ومعلومات عن أرض الكنانة والسعي لتغيير "عقدة الخواجة" وأنه يفعل الصواب دائما.
ولا أدري من "الممول" الذي ينفق تلك التكاليف الباهظة مقابل هذا الزيف وتغييب العقول تحت ستار "الكوميديا" وحرية الابداع. ولماذا لا تتدخل الرقابة علي المصنفات لوقف هذه "السفه" الاعلامي الذي يقوض دعائم الأخلاق ويهدم القيم ويشوه كل ما هو جميل!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف