المساء
محمد عمر
هل يتحقق حلم الزبالة؟!
أخيراً بدأت محافظة القاهرة في تنفيذ الفكرة العبقرية التي لو تم تعميمها علي كافة محافظات مصر سوف تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ألا وهي إنشاء أكشاك بيع القمامة التي تم تطبيقها في بعض مناطق مصر الجديدة.. فهذه الأكشاك سوف تخلص شوارعنا من تلال القمامة التي تملؤها وتوفر فرص عمل للشباب إلي جانب تحقيق مكسب مادي للمواطنين الذين سوف يبيعون زبالتهم بالتسعيرة التي حددتها المحافظة.. بالإضافة إلي تشغيل مصانع التدوير المغلقة منذ سنوات والتي تعتبر رافداً اقتصادياً مهدراً.. حيث تعتمد أكشاك بيع القمامة علي أن يقوم المواطن بنفسه بفصلها يدوياً مثل الورق والبلاستيك والحديد ثم تقوم الأكشاك ببيعها لإحدي شركات إعادة التدوير.
هذه التجربة أثبتت نجاحها في عدد من الدول الأوروبية والعربية التي لجأت اليها للقضاء علي التلوث والمحافظة علي البيئة وفي ذات الوقت تحقيق ربح مادي يساهم في الارتقاء بالاقتصاد لأنها ستستفيد من المواد البلاستيكية والزجاجية والورقية المهدرة بإعادة تدويرها وادخالها في صناعات جديدة.
هذه التجربة ليست جديدة فقد ناشد بها الكثيرون من قبل للتخلص من الوباء الذي يملأ الشوارع ويتسبب في انتشار الأمراض والروائح الكريهة ناهيك عن المظهر غير الحضاري الذي يسيء لنا أمام أنفسنا وأمام السائحين لا سيما بعد قيام "النباشين" أو "الفريزة" الذين ينتشرون في الشوارع بإفراغ محتويات الأكياس بحثاً عن الورق والبلاستيك والزجاج والكارتون وأشياء أخري وهو ما يؤدي إلي تناثرها في كل مكان.. هذا إلي جانب الأغنام التي يتركها المربون ترتع في الزبالة لتأكل منها وتعربد فيها كيفما تشاء والأدهي والأمر انه إن لم تستطع الوصول للزبالة في الصناديق يقوم هؤلاء المربون بتفريغها حتي تستطيع الأغنام الوصول اليها.
لذلك نتعجب من الهجوم الشرس الذي يشنه شحاته المقدس نقيب الزبالين علي المسئولين اعتراضاً علي أكشاك بيع الزبالة مدعياً أنها سوف تخرب بيته وبيت 3 ملايين شخص يقومون بجمع القمامة من الشوارع.. وهنا نسأل المقدس هل نجحت أنت والـ 3 ملايين في تخليص الشوارع من الزبالة التي نعاني منها مُر المعاناة؟.. كنا نتمني بدلاً من أن تهدد باللجوء للكنيسة لوقف المشروع أن تتعاون مع المحليات لتستفيد أنت أيضاً من هذه التجربة فتعود علي الجميع بالخير.. فعلي أقل تقدير عندما تري بلدك نظيفاً ومنطقتك بلا أوبئة سوف تشعر بالسعادة إذا كنت غيوراً علي نظافة بلدك بل ومن الممكن أن يكون لك ومن معك دور وتستفيد مادياً لأن هذه التجربة منظومة متكاملة لا يمكن لأي طرف الاستغناء عن الآخر.. فالمشروع في حاجة لتضافر كل الجهود حتي يخرج إلي النور بنجاح.
إشارة حمراء
شعرت بمرارة عندما قرأت أن الهنود يتبرعون لابنة الإسكندرية إيمان عبدالعاطي في مستشفي بالهند للعلاج من السمنة المفرطة في الوقت الذي اكتفينا نحن بنشر أخبارها في الجرائد رغم أنها ظلت علي مدي 25 عاماً حبيسة المنزل غير قادرة علي الحركة.. أين نحن من التقدم الطبي الذي استطاع أن يحقق المعجزة ويخفض وزنها أكثر من 120 كيلو جراماً في شهر واحد وأين نحن من دعمها مادياً ومعنوياً حتي تتماثل للشفاء؟.. شكراً للهنود.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف