الرأى للشعب
جيهان عبد الرحمن
المهنـة والنقابـة على المحـك
وكأنهما زوجان استحالت بينهما العشرة، ولم يبق من الحكماء حكما يصلح للإصلاح، وكتالوج الكيد القانوني متاح، مابين طاعة ونفقه ومتعة وتبديد وحضانة وربما إنكار نسب، دائرة جهنمية من الكره، يحاول اى طرف القضاء على الآخر أو على الأقل إذلاله في معركة خاسرة للجميع، حتى لو فاز احد أطرافها.

هكذا تحولت العلاقة بين الصحفي وبعض المسئولين في مؤسسات الدولة، والمتابع لكم القضايا والتحقيقات التي يحضرها الممثل القانوني لنقابة الصحفيين يوميا يدرك حجم المخاطر الحقيقية التي تعصف بنقابتنا العزيزة، أمواج عاتية متلاطمة عنيفة من كل الاتجاهات، مؤشرات أوليه تؤكد أن كم البلاغات المقدمة من مسئولي الدولة ووزراء حاليين وسابقين قد تجاوزت مائتي قضية في الأشهر القليلة الماضية، المستشار احمد الزند وحده له 12 بلاغا ود.الهلالي الشربينى ـ وزير التربية والتعليم السابق ـ 5 بلاغات إلى جانب بلاغ اضافى من احد مسئولي الوزارة ضد صحفي واحد وهو الأستاذ المحترم احمد عمر ليخرج من تحقيق ليدخل في آخر وكأنها قضايا أحوال شخصية.

وبعيدا عن انتخابات النقابة المقبلة وحالة الاستقطاب الشديدة بين فريقي المرشحين عبد المحسن سلامه ويحي قلاش وما سينتهي إليه أعضاء الجمعية العمومية في الصناديق الزجاجية، الواقع يؤكد أن نقابتنا في محنة حقيقية، بل إن المهنة ذاتها باتت على المحك وان علاقة الصحفي بمؤسسات الدولة ومسئوليها شهدت تدهورا شديدا غابت فيه الحدود والأدوار المتعارف عليها لكل منهما، غاب أيضا الضمير والوعي والشعور بالمسئولية والحس القومي وكلها عناصر تمثل الصراط المستقيم لكل مسئول سواء كان وزيرا أو صحفيا أو حتى غفيرا يريد أن يؤدى عمله ويمضى في سلام، يعطر ذكر اسمه تاريخ نظيف حتى لو كان خاليا من الإنجازات الهامة.

فهناك المسئول الذي يخفى المعلومة عمدا ويفسد ضعاف النفوس بالهدايا والمميزات والسفريات واللجان لشراء الأقلام والضمائر وتحويلهم لأبواق دعائية لإنجازات ورقيه، أو على الأقل يريد الصحفي مندوبا لديه لنقل بياناته الاعلامية الرتيبة المملة، مستغلا حالة السيولة وكثرة أعداد الصحفيين المندوبين في الوزارات بشكل مبالغ فيه.

وهناك صحفيون تحولوا إلى نشطاء سياسيون وأصحاب أجندات ومصالح وخلطوا بين دورهم المهني وشرف الكلمة الذي سيسألون عنه يوم القيامة، وهناك مدعون دخلوا النقابة في غفلة من الزمن، استغلالا لوضع سياسي عام اختفت فيه القامات الحقيقية على كل المستويات في الدولة، فسادَ الخلط وانفرطت حبات العقد.

بلاغات وقضايا يومية وحالة عداء مجنونة الكل فيها خاسر، والحق أن الأمر بات اكبر وأخطر من الاختيار بين مرشحين لا ثالث لهما يتبادلا الطعنات والاتهامات ولكل منهما فريق ينفخ في الكير، في سبيل الوصول لمقعد نقيب شغله من قبل عظماء، فمع احترامي لكليهما واضطراري لتفضيل احدهما على الأخر، أدعو الله أن يوفق الجميع للاختيار الصحيح فالأمر جد خطير والمهنة قبل النقابة باتت على المحك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف