المساء
حنان عبد القادر
الغشاشون
د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم قال لي في تصريحات خاصة بعد توليه مهام منصبه بيومين إنه بصدد اتخاذ السياسات والإجراءات اللازمة وكافة السبل للقضاء علي مشكلة تسريب امتحانات الثانوية العامة ـ تلك المشكلة التي أصابتنا بالصداع والانزعاج العام الماضي لأنها تعكس حالة من الفوضي والغش العلني الذي يترتب عليه عدم تكافؤ الفرص بين الطلاب وضياع حقوق المتفوقين الذين بذلوا الجهد واجتهدوا لتحصيل أعلي الدرجات ليجدوا أنفسهم وقد تساووا مع الفاشلين الذين لم يعيروا للمذاكرة أي اهتمام وخيرا فعل الوزير انه وضع يده علي مشكلة خطيرة تؤرقنا جميعا وهي "الغش" التي يترتب عليها وصول الحق لمن لا يستحق.. بصراحة مشكلة الغش ليست قاصرة علي الامتحانات والتسريبات فقط.. لكنها مشكلة منتشرة في كافة القطاعات هي صورة واضحة للفساد نعيشها يوميا من جانب بعض معدومي الضمير الذين يمارسون ألاعيبهم بدم بارد دون أي اعتبارات أخري والأمثلة واضحة وكثيرة حولنا من يغش في الطعام ومن يغش في الدواء ومن يزيف المعلومات والحقائق في وسائل الإعلام حتي المشاعر أصابها الغش والخداع وأمثلة الغش كثيرة في الطعام ابسطها وأشهرها مستوقدات الفول التي تضيف له مادة ضارة بالصحة لسرعة طهية وتسويته لتوفير وقت وتكاليف نضجة.. من يذبح الحمير والكلاب النافقة ويبيعها للمستهلكين علي أنها لحوم بلدية صالحة والأمثلة كثيرة ولا حصر لها.. وفي الدواء حدث ولا حرج بين يوم وآخر تفاجأ عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي "الاعلام البديل" بتحذيرات من تناول بعض الأدوية كدواء كتافلام المسكن الذي نتناوله يوميا كالماء في حالة إصابة الإنسان بأعراض برد أو انفلونزا.. والأمر لا يختلف عن التحذير من الباراستامول.. وتفاجأ بطبيب يحذرك من المضاد الحيوي الاوجمناتين وأن المادة الفعالة به غير فعالة.. والأكثر من ذلك أن الغش وصل إلي شرائط تحليل السكر.. وقد روت لي صديقة أنها توجهت لشراء عبوة تحليل سكر من احدي شركات المستلزمات الطبية ففوجئت بتخييرها أن تشتري الغالي أم الرخيص فتعجبت أن يصل التزييف لشرائط السكر التي تعطي المزيفة منها نتائج مغلوطة قد تودي بحياة المريض خاصة إذا ما كان طفلا لا يتحمل أي هبوط أو ارتفاع في مستوي السكر الأمثلة كثيرة ومخيفة ومستفزة.
الأمر لا يختلف كثيرا عن تزييف الحقائق في وسائل الاعلام والنشطاء الذين ينفخون في النيران ويبثون انطباعاتهم وآراءهم علي أنها حقائق مؤكدة ولعل حادث نزوح بعض الأقباط من العريش إلي الإسماعيلية خوفا من العمليات الإرهابية هناك خير دليل علي هذا التزييف وهو ما حدث مع الأسر المسلمة في وقت سابق ومحاولات البعض لتصدير صورة بأن الأقباط مستهدفون وهذا ليس صحيحًا فالارهاب عندما يجتاح لا يفرق بين مسيحي ومسلم وليس لديه فرصة الانتقاء والاختيار.
أيها الغشاشون المزيفون في كل المجالات اتقوا الله في أنفسكم وفي أهلكم وناسكم.. اتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ولتتأملوا بصدق ووعي الحديث الشريف "من غشنا فليس منا".

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف