الجمهورية
د. محمود وهيب السيد
محاولة إرهاب مسيحيي سيناء.. لماذا؟
جاءت عمليات إرهاب مسيحيي سيناء. والتي حدثت في الأيام الأخيرة والتي بدأت باغتيال المواطن كامل أبوروماني. برصاص عناصر تكفيرية بشمال سيناء. حيث أطلقوا النار عليه أمام زوجته وأبنائه الخمسة داخل منزله بمنطقة حي الزهور التابع لقسم ثالث العريش. وأشعلوا النار في المنزل ولاذوا بعدها بالفرار. وسبقها لقي سبعة مسيحيين حتفهم فيها ايضا علي يد تكفيريين في حوادث متفرقة علي مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. جاءت كحلقة خائبة من سلسلة محاولات كسر لحمة الأمة المصرية بمسلميها ومسيحيها وسداها. بمحاولة إثارة ذعرهم وخوفهم علي أمنهم وامانهم وإبلاغهم بانهم هم المستهدفون وحدهم بالعمليات الإرهابية في هذه الأيام. لتفريغ المدينة من سكانها تباعًا. اليوم بدأوا بالمسيحيين وغدًا المسلمين. إلي أن تتحول العريش إلي مرتع لهم. رغم أن الإرهاب طال جميع طوائف الشعب المصري طوال الثلاث سنوات الماضية ولازال بعسكريهم ومدنيهم. وبسيناء وبكل اراضي مصر المحروسة. فأثبتوا بغبائهم أن مسلمي ومسيحيي مصر معا في كل مكان وليس في مدن او محافظات بعينها.
ولما كانت الحياة غالية فكان من الطبيعي أن يستشعر بعض هؤلاء المواطنون الخوف فنزحت عائلات منهم للإسماعيلية. لم تتوان أجهزة الدولة للحظه في استقبالهم بالشكل اللائق فوفرت لهم المسكن والعمل ولأبنائهم المدارس. كما أعطت لكل منهم كارت علاج صحي بالمجان. وعلي الفور التقط الخيط بعض الانتهازيين من مسيحيي المهجر لمحاولة تحقيق مكاسب مادية ذاتية لهم عن طريق الحصول علي التبرعات من خلال إثارة عرض المسيحيين بمصر وترويعم وانهم وحدهم المستهدفون. وأيضا حدث من بعض الشخصيات بمصر التي تحاول دائما البحث عن دور في الحياة السياسية بالادعاء كذبا ان تلك هي محاولة لتفريغ العريش من أهلها. والأغرب هو قدوم وزير خارجة بريطانيا علي عجل وبدون تحضير مسبق لوجود انباء عن القبض علي ضباط من المخابرات البريطانية ضمن المقبوض عليهم في الجبل.
أن تلك العمليات الإرهابية الجبانة لا يمكن فهم أسبابها إلا من خلال سياقها الزماني والمكاني. فعمليات قوات الامن الناجحة في اقتحام مجاهل جبل الحلال. الموطن الكبير والمنيع للإرهابيين بسيناء. وكتائب جيش خيرت الشاطر الذين كانوا علي أهبه الاستعداد لدخول مصر عقب ثورة 30 يونيو لإعادة مرسي لقصر الاتحادية. فكانت تلك العملية الجبانة كمحاولة منهم لشغل قوات الأمن عن مواصلة حملاتها الناجحة بها. كما أنها كانت أيضا محاولة منهم لتهييج الغرب للدفاع عن المسيحيين الذين يذبحون بسيناء فتضطر قوات الأمن لتهدئه عملياتها الأمنية.
لقد فوجئ الجميع بقناة الجزيرة تذيع سرادق عزاء في العريش. وتحوله إلي مؤتمر للتنديد بالدولة. واتهام الشرطة بالتقاعس عن حماية المدنيين خاصة المسيحيين منهم وأنها هي من تقوم بقتل أبنائهم. ولذا فقد أذاعت تلك القناة تهديدا نسب لمسيحيي العريش بطرد كل رجال الأمن من المدينة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف