الحب والسلام والتسامح. ما أحوجنا إلي هذه المعاني في حياتنا اليومية. في تعاملاتنا البشرية. أشياء بسيطة نفعلها. تهون علينا هموم الدنيا ومتاعبها. تزيد من مساحة الاتفاق. وتختصر مسافة الاختلاف. ببساطة: "قد إيه محتاجين نطبطب علي بعض؟!".
وصفة مُجربة. روشتة ربانية "ادفع بالتي هي أحسن. فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليى حميم". ليس هناك عداء إلي الأبد. والمبالغة في الخصام فجور ونفاق. وخيركم من يبدأ بالسلام. لم أر في حياتي أحداً يمد يده بالسلام لشخص مهما كانت درجة الخصومة أو المشاكل بينهما ويردها. حتي في قضايا الثأر في الصعيد. لم أسمع عن أحد يقدم كفنه طلباً للسلام. ووقف نزيف الدم بين العائلات. ويُراق دمه.
في الرياضة أمثلة عديدة علي روح المحبة. التي نطلق عليها الروح الرياضية أو اللعب النظيف. علي الرغم من شدة المنافسة وبعض الاحتكاكات والمشادات البسيطة كانت أو العنيفة في المباريات. ولكن في النهاية تسود معاني المنافسة الشريفة. فتبدأ المباراة وتنتهي بسلام لاعبي الفريقين. وإذا سقط لاعب علي أرض الملعب. تجد الفريق المنافس يخرج الكرة خارج الملعب حتي يطمئن علي إصابة زميله. وفي بعض المشاهد نري لاعباً بالقميص الأحمر ممدداً علي الأرض. ويفك له الشد العضلي لاعب بالقميص الأبيض.
المصريون عندهم مفهوم "معلش.. حقك عليَّ". قد يعيب البعض علي هذا المفهوم ويقول ساخراً: "أصرفها من أين معلش هذه؟!".. ولكن في حقيقة الأمر كلمة "معلش" تحل مشاكل كبيرة ولها مفعول أشد من السحر في فك الاشتباك. عبقرية كلمة "معلش" الاختراع المصري الخالص الذي لا بديل له في أي لغة في العالم. تكمن في أنها تحمل بين جنباتها "الاعتذار" وفي الوقت نفسه لا توحي بتصريح واضح بالاعتذار مثل كلمة "آسف". التي قد يراها البعض تنتقص من كرامته.
في حديث النبي محمد "صلي الله عليه وسلم": "ألا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟!.. أفشوا السلام بينكم". وفي تراثنا العربي نقول: "إن لم يسبق سلامك كلامك. لفتت لحمك قبل عظامك".. هكذا هي قيمة السلام الداخلي والمجتمعي. كلمات بسيطة. مشاعر رقيقة. نتائج وآثار في النفس كبيرة.
***
تعالوا نشارك في هذه المبادرة التي أسميتها "طبطب عليَّ". افتح قائمة تليفونك. اختر 10 أسماء. مضي وقت طويل لم تسأل عنهم. سواء بسبب خصام أو زحام الحياة. اتصل بكل واحد من الأسماء العشرة وقل له "وحشتني".