الجمهورية
طارق الأدور
كلام رياضي جداً .. الانهيار البدني أزمة للكرة المصرية

لا أتوقع أن يعود الدوري المصري بمستوي طيب خلال الأسابيع القادمة بعد التوقف الطويل الذي امتد شهراً ونصفاً لمشاركة المنتخب في بطولة كأس الأمم الافريقية بالجابون.
ورغم ان منتخب مصر حقق من وجهة نظري نتيجة أفضل من كل التوقعات التي أحاطت بمشاركة القارية بعد غياب 7 سنوات. الا ان المشاركة في تلك البطولة سيؤثر حتماً بالسلب علي المستوي الفني لكل الفرق بلا استثناء.
بالنسبة للاعبين الدوليين الذين انضموا من الأندية الأوربية فانهم لم يعودوا الي أنديتهم بشكل مكتمل حتي الآن وأغلبهم كانوا ضمن البدلاء في أول مباراة لأنديتهم بعد انضمامهم ولا نتوقع عودتهم للمستوي سريعا.
أما بالنسبة للاعبين المحليين وعددهم 12 لاعبا فان أغلبهم تعرض لارهاق شديد ومن الصعب عليهم العودة سريعا الي مستواهم وأخص بالذكر لاعبي الأهلي والزمالك أحمد فتحي وعبدالله السعيد اللذين يغيبان في الغالب عن مباراة الاسماعيلي غدا وسعد سمير وأحمد حجازي وطارق حامد وعلي جبر.
وقد تعرضت لهذه القضية بسبب الهوة البدنية السحيقة التي أصبح الحال عليها بيننا وبين باقي الفرق الافريقية والذي وضح بشكل كبير خلال كأس الأمم الافريقية الأخيرة.
والتفوق الافريقي الفطري وبخاصة فرق وسط وغرب القارة علينا ليس بجديد.. لأن هذا الأمر ليس لدينا يد فيه في ظل الظروف الجغرافية التي يولد فيها اللاعب الافريقي والتي تجعله مميزا في كافة النواحي البدنية. ولكن الأزمة في أن هذا الفارق البدني ازداد جدا خلال البطولة الأخيرة.
عندما حققنا كأس الأمم الافريقية 3 مرات أعوام 2006 و2008 و2010 كان حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب يقول دائما للاعبيه.. لا ترتكنوا الي التفوق البدني علي هؤلاء الأفارقة.. دعوا الكرة تلعب حتي تتعرضوا للملل فلا يستطيعون فرض ايقاعهم.
كان هذا في الوقت الذي لم يزد فيه الفارق البدني بيننا وبين الفرق العملاقة مثل الكاميرون وغانا وكوت ديفوار علي 20%.
أما الآن فقد اتسع الفارق البدني الي أكثر من 40% مما عرض المنتخب لمأزق كبير خلال البطولة وبخاصة في مباراتي بوركينافاسو والكاميرون في قبل نهائي ونهائي البطولة علي التوالي ولم يستطع منتخبنا الحفاظ علي تقدمه في المباراتين للانهيار البدني الشديد وانتهاء كل المخزون في الدقائق الأخيرة.
ظاهرة التراجع البدني يجب أن تكون محل دراسة من كافة الخبراء حتي لا يكون هذا الفارق البدني عائقا أمامنا في البطولات القادمة وحتي لا يكون سبباً في عدم عودتنا للريادة الأفريقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف